والتمجيد التي كانت تقدم للقذافي، وقد عاد غصب الممتلكات بعد ترحيل ملاكها .1978 بالقوة بصورة لا تختلف عن قوانين معمر القذافي لعام فــي شــرق ليبيــا الآن، لا يملك خليفة حفتر ســلطة على ميليشــياته القبلية المســلحة، وقد تفشّى الظلم وغاب القانون، وأصبحت الجماعات القبلية المسلحة ، وكثرت الاعتقالات " أولياء الدم " تمارس القتل والتصفية دون محاكمة، على طريقة التعسفية وصار إلقاء الجثث في الشوارع مألوفًا. فهنالك يقبع الآلاف الآن في غرف التعذيب دون الاهتمام بأحوالهم، حيث ســمح للقبائل بالاســتيلاء على ممتلكات الأفراد والعائلات بعد تهجيرهم أو ســجنهم، بل إنه ســمح لبعض القبائل بإدارة السجون في الشرق، وعلى الأخص سجن قرنادة. وقد لعبت هذه القبائل دورا كبيرا في تدمير الشــرق بسبب أطماع رجل واحد، وبسبب سياسات دولة لا تزال تفضل القبيلة على حكم القانون، وبالتالي فإنه من الصعب التنبؤ بمســتقبل مســتقرّ لليبيا. وعلى الرغم من أن الســلطة القبلية ونفوذها، قد يبدو أنها أصبحت تحت الســيطرة أكثر مما كانت في ظل نظام معمر القذافي السابق، فإن آثارها وعواقبها اليوم تبدو ((( أخطر بكثير مما كانت. الطريق إلى المصالحة قد تكون الحلول موجودة بالنسبة لليبيا، إلا أن الليبيين لا يرضون أن يحكمهم رجل عســكري فاشــل، ولا أن يحكمهم شــخص يخدم مصالح وأجندات بلدان أخرى، وقد تجرأ عليهم خليفة حفتر وعاد بالبلاد إلى عهود الطغيان بسبب إهمال . ولقد دلّ اســترضاء الغرب لخليفة حفتر 2014 المجتمــع الدولــي لليبيا منذ عام وعدم رغبته في إيقاف انقلابه العسكري، على فشل المجتمع الدولي في الاعتراف بإرادة الشــعب الليبي وطموحه إلى إقامــة دولة حرة وديمقراطية، وهو ما كان من ، خاصة أن هذا الشــعب 2011 واجب الغرب دعمه وفاءً بالوعود التي قطعها عام (1) Fraihat, I. Unfinished Revolutions: Yemen, Libya, and Tunisia After the Arab Spring , (Yale University Press, April 2016).
110
Made with FlippingBook Online newsletter