قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

خاتمة مع الاعتراف بأن القبيلة جزء مهم من مجتمعنا، تجب الإشارة إلى أن تسييس هذا الكيان الاجتماعي أدى إلى فوضى وصراع قبلي طيلة السنوات التي تلت الثورة وقد أدى غياب مؤسســات الدولة بعد الثورة إلى فراغ في الســلطة، ومهد الطريق لجهــات فاعلة ولفصائــل مقاتلة مختلفة ومتعددة، كما أن مطالب الشــعب بدولة تقدميــة وديمقراطية قوبلت بالإهمال من قبل الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية. أو فشله يعتمد إلى حد " عملية الكرامة " وأصبح نجاح الانقلاب العسكري المسمى كبير على الدعم القبلي، وأصبح الانقلاب يستغل النظام القبلي بعد الثورة ويتلاعب به كما كان يفعل النظام السابق، وقد أدى تسليح القبائل وتوريطها في هذا الصراع إلى إطالة أمد معاناة الشعب الليبي. ولا شك أن عواقب تسييس القبلية في ليبيا وخيمة ومن المرجح أن تبقى عقبة أمام التحديث والديمقراطية، وبالتالي فإن دعم القيم الأساســية من خلال الوسائل التربوية ومحاربة التطرف القبلي ضروريان لتفكيك النفوذ القبلي فيما يتعلق بالأمور السياسية ولتحقيق الاستقرار على المدى البعيد. ومن ضمن الحلول الأخرى، العودة إلى الدستور الملكي بعد تعديله حتى يتم اعتماد دستور متفق عليه من قبل جميع الليبيين، كما يجب على القبائل الابتعاد عن التأثير على المســتقبل السياسي للبلاد والعودة إلى طبيعتها كمنظمة اجتماعية يحترمها ويقدرها جميع الليبيين. لقد فشل المجتمع الدولي في إدراك أن ثمة محاولة لإعادة البلاد إلى الحكم الاســتبدادي، وذلك ما مهد للصعود غير الشــرعي لخليفة حفتر الذي ظلوا يهتفون له، في الوقت الذي كانت فيه ميليشــياته القبلية تتصارع وترتكب أهوالا لا يمكن تصورها، وجرائم شنيعة ضد كل من المقاتلين وغير المقاتلين وتستهدف المدنيين. لقد غضوا الطرف عن توريد السلاح من قبل دول معينة تدعم خليفة حفتر عسكريا، في الوقت الذي يعبرون فيه عن مخاوفهم من التصعيد العسكري في المنطقة. ولا بــد من التذكير بأن المجتمع الدولي وعــد بالوفاء بتعهداته، ويجب عليه أيا كانت الوســيلة، دعم الشــعب الليبي في بناء دولة تقوم على المؤسسات وسيادة القانون والحرية والديمقراطية.

113

Made with FlippingBook Online newsletter