على المؤسســات الليبية المتبقية، وتفكيكها من خارجها ليســهل بعد ذلك اعتبارها جزءًا من العقبات التي تسعى الثورة لإزالتها. وبنفــس الطريقة، تم إهمال الجيش الليبي ودفعه عمدًا إلى حرب في تشــاد، حيث كان القذافي يريد ضم قطاع أوزو في أقصى شــمال تشــاد، على اعتبار أنه جزء من ليبيا بناءً على معاهدة في الفترة الاستعمارية غير مصدق عليها. وقد أدت هزيمة القذافي العســكرية هناك إلى اســتيلاء تشاد على قاعدة وادي الدوم الجوية ، وإلى أن يصبح ثلاثة آلاف جندي ليبي بين قتيل وأســير وفارّ. 1987 الليبية عام وكان من بين المعتقلين خليفة حفتر الذي خســر معركة وادي الدوم رغم ما كان لديه من قوة السلاح، ولم يفاوض القذافي الطرف التشادي من أجل إطلاق سراحه. وقــد وصــف بريان لينفيل، وهو جندي أميركي وباحث في شــؤون الشــرق الأوســط، الجيش الليبي في عهد القذافي بأنه: كان متهالكا بشــكل صادم، نتيجة عقود من الإهمال المتعمد من قبل القذافي الذي كان يخشــى أن يحاول الجيش الإطاحة به. مع زملائه من ضباط الجيش، واجه 1969 بعد الإطاحة بالنظام الملكي عام القذافي سلسلة من الانقلابات المضادة من قبل رفاقه في السلاح، وبحلول أواخر الثمانينيــات بدأ حرمان الجيش من الأموال والمعدات وتوقف عن تدريب الضباط الجدد. وعوضًا عن الجيش أنشأ اللجان الثورية وميليشيات شعبية أخرى من رعاع مســلحين بأسلحة خفيفة. وفي التســعينيات بنَى كتائب مسلحة من عناصر شديدة الــولاء له ومن كتائب النخبة بقيادة أبنائــه مدعومة بالقبائل المفضلة، وكان هدفها ( (( الرئيسي هو إخماد الثورات. ومع الوقت ضاع الجيش النظامي. وعليه فقد كان من الصعب إن لم يكن من المســتحيل، بناءُ جيش متماســك جديد في ليبيا المعاصرة؛ لأن آليات القيام بذلك لم تكن موجودة ببســاطة، وفي غياب الجيش والمؤسسة العسكرية، كانت الميليشيات قادرة على التوسع والسيطرة. )1996 القذافي، معمر، عاشت دولة الحقراء، (الهيئة المصرية العامة للكتاب، (((
122
Made with FlippingBook Online newsletter