قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

شبكي غير واضح بينما ظلت كثير من المؤسسات الاشتراكية قائمة في دول شرق أوروبا إلى الآن. بعض هذه " في بلاد الرجال " وقد وصف الكاتب الليبي هشــام مطر في كتابه الأفعال بقوله: ، بعد أيام قليلة من إرســالي إلى القاهرة، مُنح الشــعب الليبي 1979 في عام بأكملــه ثلاثة أيام لإيداع الأصول الســائلة في البنــك الأهلي. أُعيد تصميم العملة الوطنيــة -كمــا قيل لهم- للاحتفال بالذكرى العاشــرة للثورة. كان الناس يودعون مــا لديهم من العملات المعدنيــة وحقائب الأوراق النقدية وصناديق مليئة بالمال، وبعدها أخبروهم بأن السحوبات المصرفية الفردية ستقتصر على ألف دينار سنويا. تأثر والداي بشدة بذلك، وكان ناتجهما الشهري وحده يتجاوز هذا المبلغ. في العام التالي ألغيت حســابات التوفير الخاصة التي كانت بالفعل هي معظم الحســابات، ( (( . " وشاهد والداي أموالهما تتلاشى مثل الملح في الماء لم تكن المشــكلة التــي واجهتها ليبيا في عهد القذافي هــي أنها دولة ريعية فحســب كما قد نظن، بل إن الجماهيرية التي أنشــأها عبر الأدوات التي استخدمها فــي توزيــع وإدارة موارد البلد كانت تهدف لتثبيت ســلطته وإعاقة قدرة المجتمع علــى الإدراك والتفكيــر خارج نظريته، وهكذا أوجد نظاما جديدا لا يخضع إلا له، لكن في النهاية ســنجد أن طبيعة النظام الفوضوي لا تؤمن بنظرية النظم بل أقرب ما يمكن أن توصف به هو هذه الشبكات التي وصفها القذافي نفسه. النمــوذج الأبــرز الذي يبين كيف اســتخدمت أدوات توزيــع الثروة لتثبيت على 1981 لسنة 15 العجز والركود داخل المجتمع هو ما نص عليه القانون رقم أن نظام رواتب العمالة الوطنية في الجماهيرية العربية الليبية الشــعبية الاشــتراكية يهدف إلى إرساء مبدأ الأجر المتساوي للعمل وتكافؤ المسؤوليات، في إطار تلبية الاحتياجات الأساسية لمن يخضعون للنظام المذكور، مع استحقاق الزيادة السنوية

(1) Matar, H. In the Country of Men: A Novel, (Dial Press, 2007)

125

Made with FlippingBook Online newsletter