قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

القذافــي تغيير توجه الجماهير وفقًا لســلوكه الغريب تجاه العالم الخارجي، وهذه الرســالة المربكــة كان لها تأثير كبير على القــدرة على بناء الإجماع الوطني، وفي ( (( النهاية جاءت بعكس مراده، فأغرت الناس بهوياتهم القبلية والإقليمية. إن معضلة الهوية الوطنية في ليبيا ليســت جديدة، تقول المؤرخة آنا بالدينيتي بعد احتلال ليبيا، تشــكلت النواة الأولى للقومية الليبية من خلال 1911 منذ عام " وقد عــززت الفوضى من هذه المعضلة، حين عززت ( (( . " أنشــطة المنفيين الليبيين مناهج التعليم صورة مشوشــة عن الهوية الليبية وفقًا لتقلبات النظام وتوجهاته التي تدرجت من الإسلامية في بدايات الانقلاب، وتوجهه الإقليمي الناصري بعد ذلك، إلى توجهاته الأممية والإفريقية، وقطعت تلك السياسات الفوضوية جهود بناء هذه الهوية التي تشكلت خارج ليبيا بعد موجات التهجير التي قام بها المستعمر الإيطالي. والحقيقة أن هذا متغير آخر يؤثر في الأحداث الجارية في ليبيا ويؤدي إلى استمرار القتال بين الليبيين، ويجب أن نشــجع الليبيين على بناء ســردية وطنية للتغلب على عقود من الارتباك أنتجتها بيئة سياســية ارتبطت بتوجهات النظام الحاكم ولم تبن على أسس ثقافية، وتتطلب هذه العملية مناقشات مفتوحة، وعملية مصالحة، ووقتا، ولكنها تبدأ بإدراك أن كل ليبي، بغض النظر عن انتمائه القبلي أو الديني أو أي انتماء آخر، هو ليبي أولا وقبل كل شيء.

(1) Obeidi, A.S. Political culture in Libya , (Routledge, 2015) (2) Baldinetti, A. The origins of the Libyan nation: Colonial legacy, exile and the emer- gence of a new nation-state , (Routledge, 2013) pp. 40.

128

Made with FlippingBook Online newsletter