قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

خاتمة من خلال المقاربات التفسيرية للفوضوية والاشتراكية والفساد والقبلية، يمكن للمرء أن يؤكد كيف تأثرت ليبيا بشــدة بفكر القذافي. وكما هو متوقع بالنظر إلى ســلطة القذافي المطلقة، وعدم بناء المؤسســات بأي شكل من الأشكال، فقد أدت فترة حكم القذافي إلى كارثة؛ إذ لم يكن هناك انتقال سياسي ولا نمط لبناء الدولة، فأدت الثورة إلى انهيار النظام. لقد ترك القذافي ليبيا في حالة هشّة، غير قادرة على تحمل حرب أخرى، كما أنها ليســت في وضع يســمح لها بتأسيس سلطة جديدة. هذا هو المفتاح لفهم مصادر الاضطرابات التي عانت منها البلاد على مدى العقد .2011 فبراير 17 الماضي، بعد ثورة والحل هو تصميم نظام جديد للحكم؛ لأن الاســتمرار في التركيز على حكم الفرد في مستقبل ليبيا لن يؤدي إلا إلى حلقة مفرغة تدور بين فشل الدولة والمصالح الفردية والصراع بين الأطراف المتنازعة، وســتكون في النهاية أســوأ نتيجة للبلاد. والمؤمل أن تكون المحاولة الأخيرة الفاشلة لإخضاع ليبيا عسكريا من قبل خليفة حفتر المدعوم من الإمارات العربية المتحدة ومصر وفرنسا وروسيا، هي آخر دليل على أن حكم الفرد والدكتاتورية لا يمكن أن ينجحا في ليبيا. ليس لدينا دراسات وتجارب كافية لدراســة التحول من الفوضوية إلى الديمقراطية؛ لذا فســيكون علينا إدراك هذه الســردية حتى تمكن مراقبة ما يحدث في ليبيا ولمَ كان لها هذا النمط الخاص في الماضي والحاضر وربما في المستقبل. هذا قد يجعلنا ننظر للشبكات التي تمتد في ليبيا على أنها نمط يحتاج لتفكيك حتــى يمكن فهم بنية المؤسســات والحالة التــي وصلت إليها بعد هذه العقود من الفوضى، وربما نحتاج لوضع سياسات مستدامة بديلة عن سياسة الأبدية والحتمية التي استخدمت سرديات ما بعد الحداثة لفرض حالة من الاعتقاد في نهاية التاريخ بدل البحث عن استدامة مؤسسات الدولة وعلاقتها ببنية الدولة.

129

Made with FlippingBook Online newsletter