قد يكون فشــل حفتر والحرب القاســية التي خاضتها ليبيا بداية للتفكير في منظــور جديــد للدولة والمجتمع والهوية الليبية، أي هوية شــعب حر مصمم على بناء مستقبله التعددي والبحث عن التقدم لجميع أفراده، بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية أو العقائدية أو العرقية. من المهم أن تسعى ليبيا للدخول في معركة التحول، والعمل على بناء مؤسسات قوية من القاعدة إلى القمة، وأن تسعى هذه المؤسسات إلى تثقيف وإعلام الشعب الليبي بالتقدم المحرز، فضلا عن إظهار الشفافية واحترام العدالة وسيادة القانون والإشراك في عملية صنع القرار السياسي. ويمكن لمثل هذا الجهد أن يعالج مشــكل انعدام الثقة المستمر منذ عقود في مؤسسات الدولة، كما يمكنه أن يوحد الليبيين في عملية بناء الدولة المنشــودة، وعندها فقط ستكون ليبيا قــادرة على إطلاق العنان لإمكاناتهــا الكاملة وهويتها الغنية والمتنوعة واقتصادها، وإعادة الانفتاح تدريجيا على المجتمع الدولي من أجل المنفعة المتبادلة للجميع.
130
Made with FlippingBook Online newsletter