فبراير/ 17 يهــدف هذا الفصل إلى دراســة الهجرة في مرحلة مــا بعد ثورة من ناحيتين: أو ً: من خلال تقديم صورة كُلية عن أوضاع الهجرة 2011 شــباط والمهاجرين في ليبيا. وثانيًا: من خلال إبراز تغيير المســار في عملية إدارة الهجرة والذي لن يتحقق واقعيًا إلا بعد تســوية الأزمة السياســية الراهنة. إن ما يجري من إفراط في ترضية المصالح الأوروبية يشــكّل تحديًا لتغيير المســار هذا ولكنه قطعًا ليس السبب الأوحد في ضعف ممارسات الهجرة الليبية، فليبيا تستلزم سياسة هجرة شاملة، قائمة على حقوق الإنسان، وقادرة على تلبية احتياجاتها التنموية الفريدة. يركز هذا الفصل على مجهودات الحكومة الليبية فقط، وإن كان لأطراف معنية أخرى، مثل المجتمع المدني والمهاجرين أنفسهم، أدوار حاسمة في هذا الملف. لمحة عن الهجرة المعاصرة على مدى العقدين الماضيين، كان أصحاب المصلحة الدوليون مهتمين بليبيا . ومع ذلك، فإن ليبيا هي أيضًا بلد مقصد يستقر فيه الكثير ( (( كبلد عبور إلى أوروبا ألف مهاجر -بمن في ذلك اللاجئون 670 من المهاجرين. وتشير التقديرات إلى أن وطالبو اللجوء وضحايا الاتجار بالبشر والعمال المهاجرون- يعيشون حاليًا في ليبيا . وربما لا تشمل هذه الإحصاءات ( (( % من سكان البلاد 12 ويشكّلون ما يقرب من المتســلّلين ســرًا إلى البلاد. ووفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنســيق الشؤون % 50 % من المهاجرين من القــارة الإفريقية، و 93 ، ينحدر 2018 الإنســانية لعــام منهم من شمال إفريقيا على وجه التحديد، وتأتي الغالبية من مصر ونيجيريا وتشاد والسودان وغانا. وهناك أيضًا مهاجرون من دول آسيا والشرق الأوسط، مثل العمالة المهاجرة من بنغلاديش واللاجئين من سوريا. (1) Bob-Milliar, George M., and Gloria K. Bob-Milliar. "The politics of trans-Saharan transit migration in the Maghreb: Ghanaian migrants in Libya, c. 1980-2012." African Review of Economics and Finance , (no.5.1, 2013) pp. 60-73. خطة الاستجابة الإنسانية في " ،) UNOCHA مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( ((( .2018 ، " 2019 ليبيا
18
Made with FlippingBook Online newsletter