بهذا المنصب شكّل أول حكومة منتخبة من هيئة منتخبة في تاريخ ليبيا منذ انقلاب .1969 عام هذا مع العلم بأن المنافسة الأولية كانت محصورة بين جبريل وبوشاقور وفاز بوشــاقور في التصويت، ولكن عند طرح التشــكيلة الحكومية تم رفضها وأُجريَت انتخابات جديدة لمنصب رئيس الوزراء ففاز بها السيد زيدان على الحراري. شهدت بداية عهد هذه الحكومة صعودَ الصراع السياسي إلى مراحل متقدمة، مع غياب مرجعية دستورية واضحة تحدد المهام والواجبات في إطارها العام المعروف. ومــن الملاحــظ في هذه الفترة صعودُ الإعــ م الإلكتروني الموجّه من كل الأطراف بشــكل غير مســبوق، مما ســاهم في وجود شــرخ مجتمعي كبير على مستوى المناطق والتوجهات السياسية، وهو ما جعل ميدان العمل السياسي ميدان ( (( ألغام بامتياز. حقيبة وزارية بموافقة 27 تميــزت حكومة زيدان التي بلغ عدد الحقائب فيها المؤتمر على صرف أكبر ميزانية في تاريخ ليبيا، مما جعل الرأي العام يستبشر خيرا ببدء النهضة الاقتصادية، ولكن الأزمات السياســية كانت عائقًا واضحًا أمام تحقيق هذا الحلم. من أصعب الفترات السياســية التي أثرت في المشــهد السياسي فيما بعد فترة حكومة الســيد زيدان. وقد تأزّمت الأوضاع عندما حاول زيدان الخروج من عباءة المؤتمر الوطني الذي كان يرى في نفسه الجهة السيادية الحاكمة، مما جعل صدام الجهة التنفيذية والجهة التشريعية أمرًا واقعًا. (1) Collombier, V. "Building an Army to Build the State? The Challenge of Building Security Institutions in Post-Qaddafi Libya" in Holger Albrecht, Aurel Croissant and Fred H. Lawson (eds.) Armies and Insurgencies in the Arab Spring (University of Pennsylvania Press, 2016). Pp. 225-240.
201
Made with FlippingBook Online newsletter