قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

غير مســبوق، وبدأت الأزمات الاقتصادية وانقطاع التيار الكهربي بشــكل ملحوظ، ولم يتواصل تفعيل عودة المشــروعات لتحريك الاقتصاد بشكل يساهم في اندماج الشــباب في العمل. كما بدأ في نهايات عهد حكومة زيدان ما يســمّى حرب فجر ليبيا التي تحتاج إلى استفاضة في غير هذا الموضوع. ولعل من أخطر ما شهدته فترة حكومة زيدان إعلان خليفة حفتر لتجميد العمل بالإعلان الدســتوري المؤقت وحل المؤتمر الوطنــي العام، وهو ما واجهه زيدان ووزير الدفاع آنذاك بتصريحات قوية وأمر بالقبض على حفتر، ولكن الشرارة كانت قد انطلقت لتبدأ فترة جديدة في تاريخ ليبيا ما بعد القذافي. لم تستفد حكومة زيدان من الميزانية الضخمة لتحقيق نمو اقتصادي، وانغمست في صراعات حزبية فكرية أهدرت وقتها وأضاعت عليها بوصلة العمل وحولتها إلى خصم سياسي بدل أن تكون جهازًا تنفيذيّا مقيّدًا بخطة عمل ورؤية واضحة لتقديم خدمات، وهو ما أصبح شائعًا في المشهد الليبي فيما بعد. تســلم عبد الله الثني الســلطة بعد خروج زيدان من المشــهد السياســي في وتولــى إدارة البلاد فترة قصيرة مــن طرابلس قبل أن ينتقل إلى ( (( ، 2014 مــارس شرق ليبيا.

(1) Villa, M. and Varvelli, A. "Libya: From Regime Change to State-Building" in Eugenio Cusumano and Stefan Hofmaier (eds.) Projecting resilience across the Mediterranean , (Cham: Palgrave Macmillan, 2020).

203

Made with FlippingBook Online newsletter