قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

كيف دفعتني الحرب إلى الأمام؟

آلاء أبو غرارة

كيف شعورك بالعيش " لم تكن لديّ إجابة حقيقية عن سؤال: 2011 قبل عام ، لم يكن لديّ تصوّر عن إجابة هذا الســؤال ســوى ما تقدمه " في خضم الحرب؟ وسائل الإعلام. أما الآن وعند إعادة النظر في السؤال فأجد أن لديّ أجوبة لا نهاية لها. فالعيش في منطقة حرب هو أن يُطلَب منك ألا تجلس بجوار النافذة خوفًا من الرصــاص المتطايــر. والعيش في منطقة حرب هو تكييف الروتين مع انقطاع التيار الكهربائي اليومي. والعيش في منطقة حرب يعني الجلوس على الســرير وهو يهتز بسبب الضربات القريبة. هو أن تقلق حول الاستحمام بسبب انقطاع المياه المتكرر. العيش في منطقة حرب هو النوم وأنت تتساءل هل ستكون الضربة على المنزل في هذه الليلة؟ والعيش في منطقة حرب يعني أن تكون لديك حقيبة صغيرة معبأة ومجهزة، لأي حالات طوارئ غير متوقعة. العيش في منطقة حرب هو أن يوقظك أحد الوالديْن في منتصف الليل لارتداء ســروالٍ تحت رداء النوم تحســبا لاجتياح المنزل وخروجٍ اضطراري. العيش في منطقة حرب هو أن تبيع والدتك كل ما لديها من ذهب حتى تتمكن من اســتئجار شــقة بعد الفرار. العيش في منطقة حرب يعني الذهاب إلى المدرســة دون أن تدرك تماما في أي مســتوى أنت. هذه ليست سوى أمثلة لا تقترب من الصورة الكاملة لوصف شعور العيش في الحرب. إحــدى الذكريات التي يُمكنني اســتعادتها في اليــوم الأول من الانتفاضة في ) هي ذكــرى والدتي وهي تتصل بأخي الأكبر 2011 فبراير/شــباط 20 طرابلس ( وتصــرخ عليه عبر الهاتــف للعودة إلى المنزل وتــرك الاحتجاجات. كان الوضع

225

Made with FlippingBook Online newsletter