الخاتمة
لقد رصد هذا الكتاب أبرز المشكلات وأهم التحديات التي تواجه ليبيا، الدولة والمجتمع، كما يراها من شاركوا في تأليفه والذين هم في أغلبهم من الشباب، وقدّموا ما يعتقدون أنه حل لهذه المشــكلات ورؤية للتعامل مع تلك التحديات، وقد يكون مفيدًا في خاتمة الكتاب إعادة التأكيد على جملة من الأمور وردت بين صفحاته: فيمــا يتعلــق بالهجرة، من المهــم، لكي يدار هذا الملف بنجاعــة، أن تبادر ليبيا الخاصة بوضع اللاجئيــن، وأن تعمل على تطوير 1951 بالتصديــق على اتفاقيــة عام تشــريعات اللجوء المعمول بها حاليا، حيث إنه على الرغم من إدراج حق اللجوء في في ليبيا، فلم توضع أي لوائح 2011 من الإعلان الدســتوري المؤقت لعام 10 المادة تنفيذيــة له، ولا يزال طالب اللجــوء يُعامل مثل أي مهاجر، وبالتالي يخضع للاحتجاز فــي ظروف قاســية إلى أجل غير مســمى. فالتعامــل بكفاءة مع ملــف الهجرة، وفقًا للتوصيات التي وردت في ثنايا هذا الكتاب، من شأنه أن يعالج مشكلات أخرى كثيرة من بينها التجارة غير المشروعة، وبالأخص تجارة المخدرات والسلاح والسلع المهربة والاتجار بالبشــر، وهي كلها أعمال إجرامية تقوم بها عصابات منظمة، ومؤخرا حلت بعض الجماعات المسلحة المتقاتلة في ليبيا محل تلك العصابات، واستخدمت عائدات أنشطتها بتلك التجارة المحرمة في تأجيج الحرب الأهلية. والحل الذي يقترحه الكتاب يكمن في وضع سياســات وتشــريعات جديدة للهجرة، واعتماد سياسة جديدة في هذا الشأن تراعي الاحتياجات التنموية الليبية من جهة وتحترم حقوق الإنسان من جهة ثانية. وفيما يتعلق بمشــكلة الاعتقالات أثناء النزاعات غير الدولية، كما هو الشــأن في الحالة الليبية، فقد اســتعرض الكتاب أســبابها ومسبباتها وأوصى في ختام هذا الاستعراض بتطوير القانون الدولي الإنساني الحالي الذي لا يستوعب الحالة الليبية وحالات أخرى كثيرة مماثلة يكثر فيها الاعتقال خارج سلطة الدولة.
233
Made with FlippingBook Online newsletter