تســيطر عليهــا الآن الزنتان، وهي تمثل مثلث ســلفادور حيــث تلتقي حدود ليبيا والجزائر والنيجر. بينما يجري التحكم في الطريق الجنوبي الشرقي بشكل أساسي من قبل التبو والزوي، ويســتخدمه بشــكل أساسي المهاجرون من تشاد والسودان والصومــال وإريتريا. والتبو والطوارق كلاهما تجار منذ زمن بعيد ولديهما صلات في جميع أنحاء المنطقة وعانوا سنوات من التهميش والحرمان من حقوق المواطنة. والعلاقــة بيــن التبو والزوي محفوفة بالتوترات، والتي تعود إلى الحرب الليبية بين تشاد والقذافي التي استغل فيها الأجندة العربية لتمكين الزوي في الكفرة. ولــم يكن المرور عبر المعابر الحدودية في ظل نظام القذافي يجري بشــكل اعتيادي، بل كان الفساد والمحسوبية هما السمة السائدة في مراقبة الحدود، وتفاقم الوضع مع ضعف القدرة على الاستثمار في أمن الحدود وتدريب مسؤولي الحدود. وترك النظام الســيطرة على الســوق غير الشــرعية لحلفاء من القبائل في المنطقة كمكافــأة لهم لضمان ترســيخ موطــئ قدم له في المنطقة فــي مواجهة المعارضة السياســية. ومن المرجح أن النظام ترك عمدًا بعض أشــكال التهريب بدون رقابة لأنه ســمح لتلــك المناطق بالبقاء إلى حد ما مكتفية ذاتيــا، وكان هناك أيضًا نوع من عدم اليقين القانوني بشــأن تعريــف المهاجرين الاقتصاديين في قوانين الهجرة المحليــة، ومما يقال بأن الــدول غالبًا ما تترك الحدود بين القانوني وغير القانوني ضبابية، للحفاظ على أنشطة التهريب. أصبحت ليبيا وجهة مشهورة بين شباب إفريقيا جنوب الصحراء في ظل نظام القذافي، وتحت أوهام وعود القذافي بالوحدة الإفريقية. وعلى إثر ضغوط أوروبية للحد من الهجرة، شــدّد القذافي العقوبات المفروضة على المهربين والمهاجرين، وكذلــك القوانيــن التي تنظم توظيــف الأجانب. ومع ذلك، لم تــؤد هذه القيود المفروضة بشــكل غير متكافئ إلا إلى تكييف الأنماط الســابقة مع شبكات تهريب المهاجريــن الخاصة المنظمة جيــدًا ومع التجارة عبر الحدود المربحة. وقد تمكن المهربــون مــن إقامة روابط مع الإدارات الوطنية مع الحفاظ على الشــبكات على جانبي الحدود الصحراوية.
43
Made with FlippingBook Online newsletter