خاتمة لا تعكس شــبكات التهريب في ليبيا الفشــل المؤسسي وغياب سلطة الدولة وغياب القدرة على فرض النظام في الجنوب فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على شبكة من العلاقات الاجتماعية والقبلية والجنائية والعلاقات الحكومية التي تحافظ على هذا النظام. ويستمر هذا النظام الموازي من خلال بناء التقاليد الاجتماعية التي أصبحت بالتالي مندمجة في الاقتصاد المحلي. أمــا النجاح النســبي للتدابير الأخيرة للحد من الهجــرة إلى أوروبا فلا يمثل 55001 سوى جزء ضئيل مقارنة بآثارها على المهاجرين. ولم يدخل أوروبا سوى .2016 في عام 250000 ، مقارنة بـ 2018 مهاجرًا ولاجئًا عن طريق البحر في عام ومع ذلك، فإن الإجراءات المتخذة لتفكيك شــبكات التهريب التي تنتهك حقوق المهاجرين واللاجئين وســ متهم لم تنجح بأي حال من الأحوال. وقد أدت هذه الحمــ ت والتغييرات التوزيعية الأخيرة إلى تغيير الترتيب العرفي للهجرة في ليبيا ووضعت المهاجرين في وضع أكثر هشاشــة بشــكل كبير. وتشير الأدلة التي جرى فحصها في هذا الفصل إلى أن التأثير على ســلوك المهربين قد أســهم في تقويض مطالبات الحقوق العرفية وحماية المهاجرين. ورغــم أن التهريــب غير مرغوب فيه على الإطلاق، إلا أن النظام الجديد دفع إلى جعله سوقًا أكثر عنفًا ينخرها الاستغلال. ومع النقص الحاد في قدرة السلطات الليبية على الوفاء بوعودها الأمنية، فقد حلت الجماعات المســلحة محل المهربين واســتخدمت ريع الأنشــطة العنيفة لتأجيج الحرب؛ وقد مثلت الإتاوات المدفوعة عائدات للمجتمعات الحدودية. وأصبــح اســتخدام القوة أقل تكلفة؛ مما وفر مناخًــا مواتيًا للظهور المحتمل . وعلاوة على ذلك، أصبح المهربون أكثر تهورًا تجاه ( (( للمنظمات الإجرامية الهرمية ، الدراسات السياسية المقارنة، " في ظل الدولة: المافيا والأسواق غير المشروعة " كويفو، كيندرا، ((( .183-155 )،صص 2016 ، فبراير/شباط 49.2 (العدد
53
Made with FlippingBook Online newsletter