قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

والتعامــل معها بطريقة تســمح لهــا بالوجود دون تهديد النظــام بأكمله، بدً من القضاء عليها. إذا نظرنا إلى المشهد السياسي الليبي اليوم، فإننا نجد أن من يتصدر المشهد كانوا قد أمضوا عدة سنين في نزاع مسلح، ويعني ذلك أن الأعداء السابقين وجدوا أنفسهم أمام تحدّ يتمثل في الجلوس على طاولة واحدة من أجل التفاوض لإدارة خلافاتهــم، وهذا يتطلب الحدّ الأدنــى من التعاون. وهذه العملية صعبة جدّا على أطراف ظلّت العلاقة بينها مدّة طويلة مبنية على الكراهية والعداء وانعدام الثقة. وهنــا يأتــي دور المصالحــة الوطنية الشــاملة؛ فقد قال تشــارلز بيكرينج إن الديمقراطية الســليمة تتطلب أن نكون شــرفاء ومتسامحين ومحترمين. والمصالحة تدعو إلى ترميم العلاقات بين أطراف المجتمع جميعها، والحدّ من الغضب والتحيّز وسوء الفهم. فعلــى المجتمع بأكمله التحوّل من العلاقات العدائية إلى العلاقات الإيجابية القائمــة على الاحترام والتعاون، وإلا فــإن التجربة الديمقراطية لن تنجح. فوجود بيئــة إيجابية تعاونية مبنية على احترام الآخر، يجعل عمل الأنظمة ســهلا، بعكس البيئة العدوانية. أن تكون اجتماعيًا هو أن تكون متسامحًا روبرت فروست أصبح الحديث عن المصالحة الوطنية شــائعًا جدّا في ظل هذه الانقســامات والخلافات التي تسود المجتمع الليبي، خاصة عند ذكر العدالة الانتقالية وعملية بناء الدولة وحفظ الســ م فيما بعد النزاع. وبالرغم من شــيوع المصطلح، فإنه لا يزال مبهمًا ويشوبه شيء من اللبس في بعض الأحيان؛ فالمصالحة الوطنية مصطلح معقد وفضفاض، ولا يوجد اتفاق على تعريفه؛ ويرجع ذلك إلى كونها منهجا ونتيجة في ( (( الوقت نفسه. المرجع السابق. (((

57

Made with FlippingBook Online newsletter