يدفــع الثمن. ولكنها تتطلب أيضا بعض التضحية؛ فالحق في رأيي الشــخصي، لا يمكن توزيعه على الجميع. والأهم من هذا كله، هو اختيار الأشــخاص الأكفاء الذين تقع على عواتقهم قيادة عملية المصالحة؛ فينبغي أن يكونوا أشخاصًا صادقين تهمّهم مصلحة الوطن. وعلى من يتكفل بعملية المصالحة أن يكون من خيار الناس، وأن يتفق عليه جميع الأطراف، وعليه كذلك أن يكون حياديا، وأعني بالحيادية أن يقف في صف مصلحة ليبيا فقط، دون النظر إلى أجندة شخصية أو جهوية أو قبلية. وعلــى من يريــد أن يكون جزءا من عملية المصالحة فــي ليبيا أن تتوفر فيه معايير النزاهة من صدق وأمانة وحســن ســيرة وسلوك بين أبناء مجتمعه؛ فمن غير المنطقي أن يقود هذه العملية الحساسة أناس يفتقرون للخبرة والعلم وحسن الخلق. وما يحدث اليوم باســم عملية المصالحة في ليبيا، لا أعتقد أنه ســيكتب له النجاح إن اســتمر على هذا المنوال من التخبط العشــوائي وغياب رؤية واضحة؛ فأغلب الوجوه المتصدرة للمشــهد الآن مســتعينة بقوة الســ ح والمال السياسي، ومواقفهم لا تقبل التسوية مع الطرف الآخر. أمّا الوجوه الأخرى فتفتقر إلى الحكمة، وقد يعود ذلك إلى قلة خبرتها وضعف حيلتها أمام قوة الآخرين. ولا بــد مــن توضيــح نقطة مهمة جدّا وهي أنه ليــس كل من خدم في حقبة من فبراير من الأخيار. 17 القذافي من الأشرار، وليس كل من جاء بعد ثورة الـ جــل مــن تولى إدارة عملية المصالحة الوطنية فــي ليبيا، كانت أجندة الدول الإقليمية حاضرة وبقوة في أدائهم، مما ســاهم في إطالة أمد الانقســام. وكما يعلم الجميع فإن هذه الدول لديها مصالح خاصة ربما تختلف عن مصالح الليبيين. المصالحــة يجــب أن تكــون مصحوبــة بالعدالــة، وإلا فإنهــا ل ـن ت ـدوم كورازون أكوينو.
60
Made with FlippingBook Online newsletter