قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

اللجنة العفو المشــروط سبيً لتحقيق العدالة؛ فأعطت الفرصة للضحايا وعائلاتهم ليرووا قصصهم في بيئة داعمة، وأتاحت للجناة الفرصة للاعتراف بأفعالهم وطلب الصفح من الضحايا وعائلاتهم. وهكذا تكون اللجنة قد لعبت دورًا رئيسيا في إعادة الوحــدة الوطنيــة دون إهدار حقوق الضحايا؛ بانتهــاج العدالة الإصلاحية وتجنب ( (( الانقسام الاجتماعي، خلافًا للعدالة العقابية التقليدية. قد يرى بعض الناس أن تجربة جنوب إفريقيا تشجع الإفلات من العقاب ولا تتماشــى مع أســس العدالة، ولكن يمكننا الأخذ بجزء من هذه التجربة. قد نكتفي في ليبيا بمحاســبة من يجلسون على الكراسي ومحاكمتهم محاكمة تقليدية، ولكن قد ننتهج العدالة الإصلاحية (لجان المصالحة) عند التعامل مع بقية المقاتلين؛ ففي نهاية المطاف الجميع حمل السلاح دفاعا عن ليبيا. أهل طرابلس ومن والاهم حملوا السلاح دفاعا عن العاصمة، والطرف الآخر حمل السلاح ليحرر العاصمة من حكم المليشيات والفساد المتفشي في الحكومة، وكلاهما مؤمن بأنه على حق وأنه يخدم الوطن. فإذا استثنينا كبار المسؤولين، والعالم أجمع يعرف من هو الظالم ومن هو المظلوم، فســنرى أن العديد ممن شارك في الحرب تم تضليله. لذلك علينا حصر المسؤولية فيمن أطلق شرارة الصراع والفتنة. لا أذكــر تجربــة جنوب إفريقيا للتمجيد أو التقليد؛ إذ إنني أؤمن بأنه لا يوجد لعملية المصالحة، فلكل دولة قضاياها وظروفها " صحيح " نموذج عالمي متكامل و الخاصة بها. ولا يمكننا نسخ عملية المصالحة التي قامت بها إحدى الدول وتطبيقها على ليبيا، ولكن من الممكن النظر إلى تلك التجربة والاســتفادة منها بما يتناســب مع خصوصية الشعب الليبي وتطلعاته المستقبلية. إنه ـا ليس ـت "س ـامح وان ـس" وكأن ش ـيئا ل ـم يح ـدث، ب ـل "س ـامح وام ـض قدم ـا" آلان باتون.

(1) Ndulo, M. (ed.) Security, reconstruction, and reconciliation: When the wars en , (CRC Press, 2007) p. 134-135.

62

Made with FlippingBook Online newsletter