قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

المصالحة لا تعني النســيان، فكيف ينســى من فقد أمّا أو أبًا أو حبيبًا؟ كيف ينسى من فقد قَدَمًا أو يَدًا؟ وكيف ينسى من فقد بيته أو جاره؟ لا يمكننا أن نطلب النسيان من الضحية؛ ففي ذلك إهانة له وإجحاف عظيم به قد يولد ضغينة في المجتمع، ولكن يمكننا أن ندعوه إلى العفو والتنازل. ولا أقصد التنازل عن الحقوق؛ فقد وضحنا سابقا أن العدالة هي جوهر المصالحة. ولكن علينا جميعا تقبل ما حدث والتعايش معه ومسامحة أنفسنا أولا عن الدور الذي لعبناه في الصراع؛ فنحن مسؤولون جميعا عن ما حصل، وإن تفاوتت درجة المسؤولية. ليس من الســهل أن يعفو شــخص بجرة قلم، ولكن في سبيل بناء بلادنا وحقن الدماء لا بد من تقبل الآخر وتقديم التنازلات. لا يمكننا السير على ذات النهج وتغذية روح الانتقام مرارا وتكرارا. المصالحة تتطلب تضحيات عظيمة من أولياء الدم. المصالحة تعني العمل معًا لتصحيح إرث الظلم الماضي نيلسون مانديلا. إذا نظرنا إلى المشــهد السياسي اليوم، فسنجد أنه يؤجج نار الانقسام والفتنة. فالمحاصّة السياسية التي قامت عليها حكومة الوحدة الوطنية ربما كانت حلا لحظيا مــن أجل كســب ثقة البرلمان وهي مرغمة على ذلــك، ولكنها كارثة على المدى البعيد. فبدلا من أن نبني بلادنا على الكفاءات بنيناها على القبلية والجهوية. نحن الآن في موقف لا نحســد عليه، ويجب علينا وضع خطة طويلة الأمد تمكننا من الخروج من هذا المأزق. الذي ورد في " الطائفية " إذا نظرنا إلى لبنان فسنرى أن نظام المحاصّة السياسية هو أحد أسباب المشكلة الطائفية ( (( وأكده اتفاق الطائف ( (( الميثاق الوطني اللبناني، هو ميثاق غير مكتوب ينظم أسس الحكم في لبنان، ولا يزال 1943 الميثاق الوطني اللبناني ((( يعمل به اليوم. ينص الاتفاق على أن الرئيس اللبناني يجب أن يكون مارونيا، وأن يكون رئيس مجلس الوزراء مسلما سنيا، ورئيس مجلس النواب مسلما شيعيا، ونائب رئيس مجلس النواب من الروم الأرثوذكس ورئيس الأركان العامة من الدروز. ) تنص على توزيع مقاعد مجلس النواب 1989 وثيقة الوفاق الوطني اللبناني (اتفاق الطائف، ((( مناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

63

Made with FlippingBook Online newsletter