قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

فــي لبنــان اليوم؛ إذ إنه قَنّن التقســيم. في ليبيا الأمر مختلــف نوعا ما؛ إذ إننا لا نعاني من تلك التعددية الدينية والمذهبية الموجودة في لبنان، فمع خصوصية بعض الأعراق فإن جميع مكونات الشعب الليبي يعيشون في سلام. لكن إذا استمر نظام المحاصّة فسيجعل منا لبنانًا آخر، مع كل حبي واحترامي للبنان الشقيق. ) لن تحقق 2021 ديسمبر 24 بمضينا على هذا النهج فإن الانتخابات المقبلة ( المصالحة المنشــودة؛ فالمواطن الآن ســينتخب بناءً على الفكر القبلي وبناءً على الأجندة السابقة وعلى الاصطفافات الجهوية. وسيعيد تدوير ذات الوجوه المتصدرة للمشــهد السياســي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم من فشــل الدولة. وأنا لا أتحدث عن أشخاصهم أو كفاءاتهم، وإنما أتحدث عن فشلهم في إدارة الصراع. تتطلــب المصالحــة تغييــراتفي القلــب والــروح، وكذلــك تغييــرات اجتماعيــة واقتصاديــة. إنهــا تتطلــب فعــ اعتباريّــا وعمليّــا علىحــدّ ســواء مالكوم فريزر. المصالحة عملية طويلة الأمد، لا تنتهي في شهر أو اثنين، بل هي مسألة تتطلب العديد من السنوات وتستلزم ميزانية كبيرة من أجل تحقيقها. لذلك يجب على ليبيا أن تضــع خطــة مصالحة متكاملة وطويلة المدى (مــع عدم إهمال الخطة القصيرة المدى)، وأن تســتغل جميع المجالات من أجل الوصول إلى المصالحة الحقيقية الفاعلــة. فالمصالحة ليســت مجرد مفهوم سياســي، بل هي عمــل اجتماعي في الأساس. يجب أن يكرس التعليم والفنّ والرياضة والإعلام وغيرها من المجالات في خدمة أهداف المصالحة. بــدءًا بالتعليم مثلا، يجب توجيه المدارس منذ الصفوف الأولى إلى أن تزرع في الطفل بعد حبّ الله ورســوله، حبّ الوطن والعلم واحترام الدستور والقانون، وأن القبيلة جزء من الوطن الغالي. كما يجب أن تقوم المدارس والجامعات بإرساء مبــدأ الأخوة بتبادل الزيارات بين الأقاليم والقيام بالندوات والمبادرات الإصلاحية

64

Made with FlippingBook Online newsletter