خاتمة من المهم الإسراع والبدء في عملية الإصلاح، والبحث عن الخلل وتحديده، ووضع خطة متكاملة من قبل إســتراتيجيين وقانونيين وسياسيين نزيهين ومختصين في هذا المجال، وإن تطلب ذلك الكثير من الوقت، لكن علينا أن نبدأ. فالمصالحة لن تأتي في يوم وليلة، وقد لا نستطيع جني ثمارها غدا. المصالحة كشجرة زيتون نزرعها اليوم، ليتظلل بها ويأكل من ثمارها أبناؤنا في المستقبل. لقد تعمدت أن أنهي مقالتي هذه بنقطة جوهرية، اقتداءً برسولنا الكريم صلوات فمن عفا وأصلح فأجره على الله " الله عليه في الصفح والعفو، وامتثالا لقوله تعالى )، فقد واجه رسولنا الكريم كل أنواع الأذى 40 (الشــورى: " إنه لا يحب الظالمين من الســخرية والاســتهزاء والرمي بالحجارة، وعندما دعا الله سبحانه وتعالى قال . وفي الســنة الثامنة للهجرة عندما دخل مكة " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " فاتحا منتصرا دون إراقة الدماء، وقف أهل مكة أمام الكعبة وقد امتلأت قلوبهم رعبًا وخوفًــا؛ فهــم الذين آذوه وحاصروه وتآمروا عليه وعذبوا أصحابه، لكنه صلى الله ما " عليه وســلم قال جملته المشــهورة التي كانت ولا تزال عنوانًا للعفو والصفح: (وهذا يرينا أن الرســول عليه الصلاة والسلام أعطاهم فرصة " ترون أني فاعل بكم اذهبوا فأنتم " للحوار) قالو: خيرا، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ، فرد عليه الصلاة والسلام . ولعل هذه الورقة تسهم ولو بجزء يسير في تحقيق المصالحة. " الطلقاء
67
Made with FlippingBook Online newsletter