خلاصة بعد هذا الرصد المفصل لإبراز الإرادة السياســيّة الخليجيّة تجاه قضايا الأمن والتّنميــة الاجتماعيّــة في بلــدان القرن الإفريقي، نســتطيع أن نؤكد على أن هناك رغبــة حقيقية لدول منطقة الخليج العربيّ للتفاعل مع قضايا تعزيز الســلم والأمن الاجتماعيّ في بلدان الإقليم. وبفضل هذه الإرادة السياسيّة أصبحت الدول الخليجيّة من أهم الشركاء الفاعلين في مشاريع التنمية والأمن الاجتماعيّ في القرن الإفريقي. وبرز الفعل الإراديّ الخليجيّ من خلال المعونات الإنسانيّة أو عن طريق الدخول فــي شــراكات تنموية مع دول المنطقة، أو عن طريق إعــادة إعمار مناطق الصراع بالمنطقة، أو عن طريق الإغاثة. ويهدف هذا الفعل الإراديّ الخليجيّ إلى بناء السلم الاجتماعيّ في مناطق القرن الإفريقي المختلفة. لقد أبرزت دول الخليج العربيّ إرادة سياسيّة ذات مبادرات فعَالة تجاه بلدان القرن الإفريقي. وتتجلّى هذه الإرادة السياســيّة من خلال الفعل الإراديّ الخليجي فــي المحاولات الخليجيّة لنزع فتيــل الصّراع الداخليّ في بعض دول الإقليم مثل السّــودان والصّومال، وبين دول القرن الإفريقي كأطراف صراع، من خلال حســم الكثير من الخلافات والنّزاعات. نذكر منها: السّــودان وإرتيريا، والسّــودان وتشاد، وجِيبُوتي وإرتيريا، وأخيرًا إثيوبيا وإرتيريا. وكذلك برز الفعل الإراديّ الخليجيّ تجاه التفاعــل مع قضايا التنمية في بلــدان القرن الإفريقي، وبفضل المبادرات الخليجيّة الفعَالــة فــي الإقليم، أصبحت دول الخليج العربيّ شــريكًا واضحًا في التّنمية من خلال تســخيرها لتحقيق الاســتقرار. وأيضًا برزت الإرادة السياسيّة الخليجيّة تجاه بلــدان القرن الإفريقي، من خلال فعلهــا الإراديّ تجاه الكم الكبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العديدة التي وقعت بشــكل ثنائي بين عدد من دول المنطقتين. وبذلك نكون قد أبرزنا الفعل الإراديّ الخليجيّ من خلال فاعلية الإرادة السياسيّة الخليجيّة في بلدان القرن الإفريقي، كعنصر أول متغير في مبدأ العمق الاستراتيجيّ، وفي الفصل القادم ســوف ندرس الذهنية الاســتراتيجيّة لصناع القرار ونخب بلدان القرن الإفريقي، كعنصر ثانٍ متغير في مبدأ العمق الاستراتيجيّ.
114
Made with FlippingBook Online newsletter