القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

مقدمة المؤلف

تتميز منطقة القرن الإفريقي بموقع جيوســتراتيجيّ مميّز جعلها موضع اهتمام عديــد القوى الإقليمية والدولية، وقد بــدأت دول الخليج العربية من بعد الحرب ) تهتم بشكل متزايد بتلك المنطقة، وأدرك صانع 1988 - 1980 العراقية- الإيرانية ( القرار في تلك الدول أهمية القرن الإفريقي من منظور اســتراتيجي، لكن يبدو أن انعكاس ذلك الإدراك على أرض الواقع كان ولا يزال ضعيفًا. إلى عرض الحقائق الجيوســتراتيجية والجيواقتصاديّة ( ( ( يهــدف هذا الكتــاب والجيوثقافيّة لمنطقة القرن الإفريقي باعتبارها عمقًا استراتيجيّا خليجيّا، ويحاول أن يجيب على جملة من التساؤلات، منها: إلى أي مدى تشكّل منطقة القرن الإفريقي أحد مكونات العمق الاســتراتيجيّ لمنطقة الخليــج العربيّ؟ وما طبيعة المعطيات الثابتة التي تميز منطقتي الخليج والقرن الإفريقي فتجعل كّ منهما عمقًا استراتيجيا للآخر؟ وما أفضل الســبل لبناء عمق اســتراتيجيّ خليجيّ في القرن الإفريقي وفق منطق الشراكات الاستراتيجيّة؟ ينطلق الكتاب من فرضية مؤداها أنّ العمق الاستراتيجيّ للسياسة الدوليّة ترتكز في النظام العالميّ الجديد بالأساس على علاقة تكاملية تعكس المصالح المشتركة بين الأطراف المعنية في رســم العلاقات الاســتراتيجيّة بغرض مواجهة التحدّيات السياســيّة والاقتصاديّة والأمنيّة المشــتركة، ومن ثمّ فإن الكتاب يحاول الربط بين ( أصل هذا الكتاب أطروحة دكتوراه ناقشها الباحث بجامعة الخرطوم في جمهورية السودان، سنة ( ( م. 2020

13

Made with FlippingBook Online newsletter