خلاصة لقد بدأنا هذا الفصل بسؤال جوهري، تعطي الإجابة عنه معرفة رد فعل صناع القرار ونخب بلدان القرن الإفريقي، عند تفاعلهم مع الإرادة السياسيّة الخليجيّة تجاه قضايا الصراعات، والعمل الإنســاني والتنمية، والشــراكات السياسيّة والاقتصاديّة. وعند مناقشــتنا لهذا الســؤال المركزي تفرعت منه عدة أســئلة تمت مناقشتها من خلال هذا الفصل، بغرض تقييم الذهنية الاســتراتيجيّة لصناع القرار ونخب القرن الإفريقي، وذلك من خلال دراسة الانطباعات والتصوّرات الذهنية التي أثرت على اتخاذ القرارات الإيجابية والســلبية، التي أصبحت منطلقًا وأساسًــا للقرارات التي اتخذتها مراكز ودوائر صنع القرار في بلدان القرن الإفريقي تجاه الإرادة السياســيّة لدول منطقة الخليج العربيّ. عمومًا نســتطيع أن نؤكد على أن دول منطقة الخليج العربيّ تبنت عددًا من الآليات لتعزيز الســلم والاستقرار السياسيّ والاقتصاديّ في دول القرن الإفريقي. ويتضح ذلك من خلال فعلها الإراديّ الموجه نحو المشاريع الاقتصاديّــة والاســتثماريّة، وذلك من خلال تقديم الدعــم الاقتصاديّ عبر المنح والقروض والمســاعدات والشــروع في اســتثمارات زراعية وخدمية، ومحاولاتها المتكــررة لتطويــر البنية التحتية. وفي بعض الأحيان تســعى الدول الخليجيّة نحو تحقيق تنمية اقتصاديّة ورفع المســتوى المعيشــي في بعض بلدان القرن الإفريقي، وذلك بغرض التقليل من الهجرة وأعداد اللاجئين. أمّا بالنسبة لقضايا الصراع الداخليّ والصراع على مستوى بلدان القرن الإفريقي فإن الآليات التى تبنتها دول منطقة الخليج العربيّ عديدة منها؛ المشاركة في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار السياسىّ في الصومال والسّودان، والإسهام في المبادرات والوســاطات الدبلوماسية الفردية والجماعية لحل الصراعات القائمة بالإضافة إلى تنقيــة الأجواء بين إرتيريــا وإثيوبيا والعمل على خلق علاقات جيدة بين الدولتين، ونلاحظ أن الإرادة السياسيّة الخليجيّة نحجت بصورة كبيرة جدّا في تنقية الأجواء السياسيّة بين إرتيريا وإثيوبيا.
186
Made with FlippingBook Online newsletter