بينما برزت ردة فعل الذهنية الاســتراتيجيّة للنخب في بلدان القرن الإفريقي، بصــورة متوســطة نوعًا ما في تفاعلها مع الفعــل الإراديّ الخليجيّ عند تفاعله مع بعــض القضايا الحيوية في بلدان القرن الإفريقي. ولكن بالرّغم من ذلك ترى عينة الدّراســة أن المســاهمات الخليجيّة تجاه العمل الإنســاني ربما تكون قليلة مقارنة بحجــم إمكانيات الــدول الخليجيّة. كما أكّدت عينة الدّراســة علــى أن الآليات الخليجيّة نحو الاستثمار في بعض بلدان القرن الإفريقي، لم تسهم كثيرًا في تعزيز السلم والاستقرار بشقيه الاقتصاديّ والاجتماعيّ. أمّا بالنسبة لردة الفعل في الذهنية الاستراتيجيّة تجاه الفعل الإراديّ الخليجي لتعزيز ودعم الأمن والاستقرار السياسيّ في بعض بلدان القرن الإفريقي المختلفة، حيث ترى عينة الدّراسة أن مساهمة الدول الخليجيّة في هذا الجانب كانت كبيرة. وعمومًا فإن الآليات التي تبنتها الدول الخليجيّة لتعزيز السلم والاستقرار السياسي والاقتصاديّ في دول القرن الإفريقي، كانت لها جُهُود كبيرة، ولكنها تبدو متوسطة بحسب وجهة نظر عينة الدّراسة بتوجهاتهم وميولهم السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة والعســكريّة. إذًا من خلال الدّراسة الميدانية وتصريحات النخب السياسيّة نستطيع أن نؤكد على النظرة الإيجابية في الذهنية الاستراتيجيّة لصناع القرار ونخب بلدان القــرن الإفريقــي، عند ردة فعلهم تجاه الإرادة السياســيّة الخليجيّة في تفاعلها مع قضايا الإقليم الحيوية. وعليه ســوف نناقش هذه النتائج ونبرزها بشكل أوضح في الفصل التالي.
187
Made with FlippingBook Online newsletter