: نجحت الإرادة السياســيّة الخليجيّــة في التقليل من حدة قضايــا الصراعات مستوى الصراعات الداخليّة أو على مستوى الصراعات بين الدول في منطقة القرن الإفريقي، وذلك من خلال نجاح فعلها الإراديّ، للتفاعل مع الصراعات الأهلية في السّــودان، حيث كان لدول الخليج العربيّة حضور وتأثير على مجريات الأحداث السياســيّة في السّــودان، مما يؤكد إرادة الدول الخليجيّة لدفع جُهُود عملية السّلام والأمن والاستقرار في جمهورية السّودان. ويؤكد ذلك نجاح دولة قطر في الوصول م، 2013 إلى اتفاقية ســ م الدّوحة بين الحكومة والحركات المســلحة في دارفور صحيــح أن اتفاقية الدّوحــة لم توقف القتال نهائيّا في إقليــم دارفور المضطرب، لكن يؤكد معظم المراقبين في الشــأن السّــوداني، أن وثيقة الدّوحة يمكن أن تكون مدخً للســ م الدائم فــي إقليم دارفور، لأنها تضمنت العناصر الأساســية لحل أزمة دارفور وهي تقاســم الثروة والسلطة، والتعويضات، وقضايا النزوح واللجوء، والوضع الإداري للإقليم. ولم تتوقف الجُهُود الخليجيّة في مسار دعم عملية الأمن والاســتقرار في السّودان، حيث تبنت الكويت مشروع تنمية إعمار شرق السّودان، م، 2006 برأس مال قدره مليار دولار، بعد توقيع اتفاقية سلام شرق السّودان في عام بين مؤتمر البِجَة والحكومة السّودانية. وبالنســبة للصراعات الداخليّة في الصومال، اهتمت دول الخليج العربيّة بما يجري من أحداث في الســاحة الصوماليّة، وأســهمت مســاهمة مباشــرة في دعم عمليات الأمن والاستقرار في الصومال. ويظهر ذلك من خلال نجاح الفعل الإرادي السعوديّ بإقناع الإطراف المتنازعة في الصومال بالجلوس والتفاوض وتوقيع اتفاق م، تحت رعاية الملك عبد الله. 2007 سلام في مدينة جدة عام وأيضًا اســتمر نجاح مبادرات دول الخليــج العربيّة في النزاعات والخلافات على مستوى دول المنطقة، ويتضح ذلك جليّا على مستوى حل خلافات السّودان وتشــاد، والسّــودان وإرتيريا، وجيبوتي وإرتيريا، وإثيوبيا وإرتيريا. ونرى أن النجاح الــذي حققتــه بعض الدول الخليجيّــة في تفاعلها مع الصراعات على المســتوى الداخليّ أو الصراعات على مســتوى الدول فــي القرن الإفريقي، مرده إلى وجود
197
Made with FlippingBook Online newsletter