إرادة سياســيّة خليجيّة تمتلك مبــادرة فعالة نجحت في كثير من الأحيان في إقناع الأطراف بأهمية الأمن والاستقرار والسّلام في بلدانهم. : كانت هنالك إرادة سياســيّة خليجيّة لدعم عمليات قضايــا الفعل الإنســاني الأمــن الاجتماعــيّ في معظم بلدان القرن الإفريقي، ويتضح ذلك من خلال الفعل الإراديّ الخليجيّ في الأعمال والمشــاريع الإنســانيّة الخيرية والتنموية التي تبنتها دول الخليج العربيّة في المناطق المختلفة من القرن الإفريقي، ســواء تم ذلك عبر مؤسســات حكومية أو عبر منظمات مجتمع مدني تتبع للدول الخليجيّة، واتخذت الدول الخليجيّة العديد من السياسات للتصدي لقضايا العمل الإنساني ومن أهمها: الفعل الإغاثي، حيث نشــطت جميع دول الخليج العربيّة وبكل دوائرها ومنظماتها الرسمية والشعبية، في مجال العمل الإغاثي في بلدان القرن الإفريقي، وكان الغرض منه تخفيف الحد من مخاطر الآثار المترتبة على الجفاف والتصحّر والفقر في بلدان الإقليــم، خاصة أن ظاهرتي الجفاف والتصحّر تعتبــران من أكبر العوامل المهددة للأمن والاســتقرار الاجتماعيّ في المنطقة. ولذلك فقد أنشــأت الدول الخليجيّة مشــاريع إغاثية خيرية مســتديمة تجمع بين الإغاثة والتنمية لملايين من النازحين بفعل التصحّر والجفاف والفقر. لم تتوقف الإرادة السياســيّة الخليجيّة عند بناء المشــاريع الإغاثية في قضايا العمل الإنســاني فحســب، بل تعدته إلى تقديم مشاريع خدمية في شتى القطاعات التنمويــة مــن تعليم وصحة وكهرباء وبناء القرى النموذجية وغيرها من المشــاريع التنموية، في المناطق التي شــهدت ســ مًا بعد صراعات مريرة في بعض مناطق القرن الإفريقي. وأيضًا تبنت الدول الخليجيّة سياســة الشراكات التنموية في جميع بلدان القرن الإفريقي في مختلف القطاعات التنموية، المياه والري والزراعة، والنقل والطرق، والطاقة والسدود. وعليه نرى أن هذه الجُهُود الخليجيّة تنم عن رغبة قوية لدى صانع القرار في دول الخليج العربيّة، بأهمية تعزيز الأمن والسّلام الاجتماعي في بلدان القرن الإفريقي، بكافة السبل التي يمكن أن تؤدي إلى الأمن والاستقرار
198
Made with FlippingBook Online newsletter