برزت ردة الفعل في الذهنية الاستراتيجيّة لدى صناع القرار والنخب بصورة إيجابية على مســتوى الصراعات بين دول المنطقة، وفي المبادرة الســعوديّة لحل الخلافات بين السّــودان وتشــاد، حيث قال مندوب السّودان لدى الجامعة العربيّة، إن توقيع الاتفاق الثنائي بين الخرطوم وإنْجَمّينا ما كان ليجد طريقه إلى النجاح لولا الجُهُود التي بذلتها السعوديّة لإقناع الطرفين بأهمية السّلام. وقد صدرت تصريحات إيجابية من بعض القوى الحزبية في السّودان، تعكس ردة الفعل الإيجابية في الذهنية الاستراتيجيّة السّودانية عند تفاعلها مع الإرادة السياسيّة الخليجيّة. وتواصلت الجُهُود الخليجيّة حيث نجحت المبادرة القطرية لحل الخلافات بين السّودان وإرتيريا، حيث شكرت الخارجيّة السّودانية والخارجيّة الإرتيرية في بياناتهما الجُهُود القطرية، التي أسهمت في الوصول إلى هذا الاتفاق الثنائي، الذي ينهي بموجبه حالات الخلافات التي كانت ســائدة. وقد عبرت الخارجيّة الجيبوتية في بيانها عن شــكرها وتقديرها للمبادرة القطرية التي أسهمت في حل الخلافات والنزاع بينها وبين إرتيريا. وتواصلت ردود الأفعال الإيجابية في الذهنية الاســتراتيجيّة لدى صناع القرار في بلدان القرن الإفريقي، فظهرت الذهنية الإثيوبيّة والإرتيرية بصورة إيجابية تجاه المبادرة الســعوديّة التي قادة إلى اتفاق سلام بين إثيوبيا وإرتيريا، وذلك من خلال تقدير قيادات البلدين للجُهُود التي بذلتها القيادة الســعوديّة والدول الخليجيّة، من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق. وفي المقابل اتفق جميع عينة الدّراسة في المقابلات على أهمية المبادرات الخليجيّة في التخفيف من حدة الصراعات في المنطقة. ونرى أن نجــاح المبــادرات الخليجيّة في قضايا الصراعات في القرن الإفريقي، يعود إلى أن دول الخليج العربيّة كانت تمتلك مبادرات فعالة ذات تأثير واضح في مجريات الأحداث في بلدان القرن الإفريقي. وأيضًا جاءت نتائج تصوّرات وانطباعات الدّراســة الميدانية التي أجريت مع نخب بلدان القرن الإفريقي، بصورة إيجابية تجاه تفاعل الإرادة السياسيّة الخليجيّة مع قضايا الصراعات في المنطقة. ويتجلّى ذلك أو ً، من خلال إجابات العينة المختارة في المقابلات، حيث أكّد جميعهم على فعالية المبادرات الخليجيّة في التقليل من
202
Made with FlippingBook Online newsletter