القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

رابعًا: المهددات الاستراتيجيّة نرى أن هنالك مجموعة من المهددات والصعوبات والمشاكل التي يمكن أن تعترض مشــروع العمق الاســتراتيجيّ الخليجيّ في منطقة القرن الإفريقي والناتجة عن طبيعة توازنات النظام العالميّ نفســه، ولكن في نفس الوقت، يمكن لمشــروع كهذا أن يرى النور إذا توفرت إرادة سياســيّة خليجيّة صادقة، وذهنية اســتراتيجيّة إيجابيــة في مراكز ودوائر صنع القــرار في بلدان القرن الإفريقي. وعمومًا فإن من أهم تلك المهددات والمعوقات: : أوضحنــا من خلال هــذه الدّراســة أن هنالك مطامــع الــدول الرأســمالية مؤشــرات حــول أوضــاع بلدان القرن الإفريقي، تشــير إلى ازديــاد تنافس القوى الرأســمالية الغربيــة فــي منطقة القرن الإفريقي. ويعني هذا المؤشــر أن مشــروع العمق الاســتراتيجيّ الخليجيّ في المنطقة، يمكــن أن يواجه عددًا من الصعوبات والمهددات الاستراتيجيّة التي تتقاطع مع مصالح الدول الرأسمالية الكبرى، لأنه لا يمكن فصل الأوضاع العامة في الدول المشكّلة للعمق الاستراتيجيّ عن تجاذبات وتأثيرات المنافســات والتدخلات الدوليّة التي تســتهدف الســيطرة على الموارد الهائلة التي تتوافر ببلدان القرن الإفريقي، ولا عن سياسات المفهوم الجديد للأمن العالمــيّ ومحاربته للإرهاب والدول الراعية لــه. يظهر هذا التنافس ما يطلق عليه مصطلح صراع الفيلة، عبر شراكات متعددة الجنسيات للولايات المتّحدة الأميركية وأوروبــا، لا تــرى في المنطقة إلا عبارة عن خزانــات هائلة للطاقة والمواد الخام اللازمــة للتصنيــع والمنتجات الزراعية. وبالتالي تعمل الدول الغربية على منع قيام أي شراكات استراتيجيّة يمكن أن تضر بمصالحها. : أكّدت بعض المؤشرات الأوضاع السياسيّة الداخليّة في بلدان القرن الإفريقي في الدّراسة أن بعض مناطق القرن الإفريقي، تشهد أوضاعًا غير مستقرة، تنذر بتفاقم المشــكلات السياسيّة والاجتماعيّة في بعض بلدانه. وعليه نرى أن هذا المؤشر إن لــم يتــم التعامل معه بالطرق الصحيحة، يمكن أن يمثل عقبة أمام مشــروع العمق الاســتراتيجيّ الخليجــيّ في منطقة القرن الإفريقي، وذلــك باعتبار أن الخصائص

209

Made with FlippingBook Online newsletter