يجمــع المنطقتين، وهي التكيف، والتكامــل، والحماية والأمن، وتحقيق الأهداف المشــتركة. ولهذا من الضروري أن تعكس أســس ومحاور النموذج الاستراتيجي التصوّري حقيقة المصالح الجغرافيّة والتاريخيّة والثقافيّة المشــتركة بين الشــعوب الخليجيّة وشــعوب منطقة القرن الإفريقي. وهذه الأُسس والمحاور الجديدة يمكن أن تناقش قضايا: السّــ م والأمن، والأمن الغذائي، والتجارة والاســتثمار، وتنمية القطاع الخاص، وتنمية البنية الأساسية. ومن الضروري أن تنطلق مناقشة تلك القضايا الحيوية من خلال ثلاثة مداخل أساسية هي: ّ: أثبتت الدّراسة أن هنالك تواصً اجتماعيّا وثقافيّا وحضاريّا المدخل الثقافي بيــن منطقة الخليــج العربيّ وبلدان القــرن الإفريقي، فرضته العوامــل الجغرافيّة والتاريخيّــة الضاربة بجذورها في القِدم. ولهــذا نرى أن المدخل الثقافيّ مهم في آلية تدشين أي حوار استراتيجيّ بين منطقة الخليج العربيّ وبلدان القرن الإفريقي. ّ: أثبتت الدّراسة أهمية الموقع الجيوسياسيّ الذي تتميز به المدخل الاقتصادي منطقة القرن الإفريقي بالنســبة للتجارة العالميّة ولا ســيما تجارة النفط القادمة من الخليج العربيّ. ولهذا ربط بعض دارســي الاســتراتيجيّة بين منطقة الخليج العربي والقرن الإفريقي، حيث أنهما يشــكلان ما يطلق عليه اســم (قوس الأزمة). وعليه نــرى أن المدخــل الاقتصاديّ من أهــم المداخل المهمة في تدشــين آلية الحوار الاســتراتيجيّ بيــن منطقة الخليج العربيّ وبلدان القــرن الإفريقي. وأن يعتمد هذا المدخل على المشاريع التنموية التي ترتكز على مفهوم المنافع المشتركة، ومواجهة واقع التهميش والفقر الذي تعانيه الشعوب في بلدان القرن الإفريقي، ووضع أُسس التنمية المستدامة. ّ: من خلال هذه الدّراســة اتضح لنا أن ثمة تهديدات مشــتركة المدخل الأمني نابعة من الصراعات المسلحة، والقرصنة البحرية، وعمليات التهريب عبر الحدود، وقضايــا التطرف الدينيّ، وهو ما يفرض ضرورة التعاون الأمنيّ بين منطقة الخليج العربيّ وبلدان القرن الإفريقي لمواجهة هذه التحدّيات الأمنيّة الخطيرة. ولهذا نرى
213
Made with FlippingBook Online newsletter