الخاتمة
يوفــر الواقع الدوليّ الراهن والمتغير بتحدّياته ورهاناته أرضية خصبة للتعاون والتنســيق الاســتراتيجيّ بين منطقة الخليج العربيّة ومنطقة القرن الإفريقي، كسبيل لمواجهــة مختلف التحدّيات في أبعادها الداخليّة والإقليميّة والدوليّة. ويحتاج هذا الوضــع الراهن إلى تنســيق وتعاون في إطار تكتــ ت إقليميّة فاعلة، بين المناطق المختلفــة، لأن النظام العالميّ الجديــد تتداخل فيه المصالح الوطنيّة مع المصالح الدوليّــة، وتتــم خلاله عولمة الاقتصــاد والاتصالات والإعــ م والتعليم والثقافة والنظام القيمي. وفيه أيضًا تختفي الحدود الفاصلة بين الدول، وتتفاعل المجتمعات والشعوب والحضارات والأفراد والتنظيمات، من دون اعتبارات للحدود بين الدول وقيود الســيادة الوطنيّة في انتظار ظهور مجتمع مدنيّ عالميّ. يحد من دور الدولة في بناء العلاقات الدوليّة تحت ضغط سعي الدول إلى مواجهة التحدّيات المشتركة والمخاطــر العالميّة الطابع مثل الأمن الغذائيّ، والأمن المائيّ، وأمن الطاقة، وأمن الفضــاء الإلكترونيّ، والفقر واللاجئين والهجرة غير الشــرعية، ومعالجة التضخم السّــكانيّ، وتغير المناخ، والتصحّر والجريمة المنظمة، والإرهاب وانتشــار أسلحة الدمار الشــامل. ونتيجة لهذا يتأثر أي مشــروع لتطوير العلاقات بين منطقة الخليج العربيّــة وبلدان القرن الإفريقي، بدرجة كبيرة باســتقرار الأوضاع في بلدان العمق الاستراتيجيّ الخليجيّ بمنطقة القرن الإفريقي. لقد فرضت تداخلات النظام العالميّ الجديد على الخريطة الجيوســتراتيجيّة بيــن منطقتــي الخليج العربيّــة ومنطقة القرن الإفريقي، ضرورة التعاون والتنســيق المشــترك لمجابهــة التحدّيات الداخليّة والإقليميّــة والدوليّة، والتي تمخضت عن ســلبيات المفهوم العالميّ الجديد. وبذلك تظهر أهمية الشراكات الاستراتيجيّة في
215
Made with FlippingBook Online newsletter