القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

. ونرى أن رؤية مزروعي في نظرته للعلاقات العربيّة الإفريقية يمكن أن ( (( الأفرابيــا تمثل أساسًــا متينًا لعلاقات استراتيجيّة بين القرن الإفريقي ومنطقة الخليج العربيّ. خاصة أن إســهامات مزروعي قد تتوافق مع المعطيات الثابتة (الجغرافيّة، التاريخ، والعوامــل الاجتماعيّــة) في مبدأ العمق الاســتراتيجيّ، في بنــاء العلاقات العربيّة الإفريقية في المستقبل. تؤكد الشواهد التاريخيّة والسياسيّة أن عامل الموقع الجغرافي ذو أهمية بالغة ، وعلى الرّغم من اتسام ( (( في دراسة الأقاليم المختلفة وعلاقاتها السياسيّة فيما بينها الموقع الجغرافي للأقاليم السياسيّة بالثبات النسبي إلا أننا نجد قيمته الاستراتيجيّة في تغير. وعليه يمكن أن تتغير الأهمية الاستراتيجيّة للموقع الجغرافي بمرور الزمن والتقــدم العلمي والتكنولوجي. ويشــير الموقع الجغرافي إلى الاســتخدام العلمي لكافة أشــكال القوة المتاحة فيما يحقق أهدافها، ولهذا يعتبر الموقع أحد العوامل المهمــة التــي تؤثر في الجغرافيا السياســيّة للدولة، لتأثيره علــى اتجاهات الدولة . واتكاءً على ما تم ذكره، يُلاحظ أن هنالك تشابهًا ( (( وسياستها وسكانها واقتصادها بين أطروحته في بناء عمق اســتراتيجيّ خليجيّ في منطقة القرن الإفريقي، ورؤية الأفرابيــا للعلاقات العربيّة الإفريقية. وأن الروابط والمرتكزات التي اعتمدت عليها الأفرابيا يمكن أن تكون هي المدخل التطبيقي الأساســي لتحقيق العمق الخليجي فــي منطقة القــرن الإفريقي. ويظهر ذلك من خلال إســهامات مزروعي في رؤيته للعلاقات الإفريقية-العربيّة، التي يرى فيها بضرورة قيام تجمع حضاريّ جديد بين دول السّــاحل الإفريقي مع دول شــبه الجريرة العربيّة، عبر الاســتفادة من الركائز المشتركة بين دول هذا التجمع الحضاريّ الجديد. سواءً كانت هذه الركائز جغرافيّة أو تاريخيّة أو لغويّة أو دينيّة أو اجتماعيّة وثقافيّة. (1) Mazrui, Ali. The Africans: A Triple Heritage , (Little Brown and Company, London, 1986), p.25. . 29 م)،ص 1984 ، (دار النهضة، القاهرة، أصول الجغرافيّة السياسيّة ( محمود، أمين عبد الله، ( ( ، (مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، الجغرافيّة السياسيّة وأسسوتطبيقات ( السماك، محمد أزهر، ( ( . 27 م)،ص 1988 الموصل،

36

Made with FlippingBook Online newsletter