القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

ويقول بالرّغم من كثرة إلى الجزر الواقعة في المياه المحيطة بالقارة شــرقًا وغربًا. الحديث عن زيف حدود الدول الإفريقية المعاصرة، فلم يهتم أحد من المتخصصين والباحثيــن بمــدى زيف حدود القارة الإفريقية نفســها. وتعجب من قبول الجميع بتلــك القيــود الجيولوجيّة، الممثلة في البحر الأحمر كحــد طبيعي وملائم لتعيين أين تنتهي الحدود الشمالية الشرقية للقارة رغم ضخامة الأدلة البيئيّة والثقافيّة التي . وبذلك يرفض مزروعي الاعتراف بهذا القيد الجغرافيّ الذي يفصل ( (( تثبت العكس بين الجانبين العربيّ والإفريقي، ويرى أن منطقة شــبه الجزيرة العربيّة انفصلت عن القارة الأم (إفريقيا) بسبب حفر قناة السويس كفعل ماديّ لخدمة المصالح الأوروبيّة . ( (( وتجارتها مع العالم وطبقًــا لهــذا الفهم، ووفقًا لمزروعي، تتخذ الأفرابيا مرتكزات أساســية لهذا التجمع الحضاريّ الجديد بين العرب وساحل شرق إفريقيا، منها: المرتكزات الجغرافيّة، للاســتفادة من التداخل الجغرافيّ بين شــبه الجزيرة أ. العربيّة وساحل إفريقيا الشرقيّ، لتمكين العلاقات بين الجانبين. المرتكزات الثقافيّة، للاســتفادة من انتشــار الإسلام ومكانته، فقد أضحى ب. مكونًا أساســيّا في الميراث الثقافيّ والحضاريّ الإفريقي، وفي التواصل بين بلدان شبه الجزيرة العربيّة والسّاحل الإفريقي. المرتكزات اللّغويّة، لتفعيل الجانب اللّغويّ في العلاقات العربيّة الإفريقية، ج. وذلك عن طريق الاستفادة من انتشار اللّغة العربيّة، وتأثيرها على عدد من اللغات الإفريقية المحليّة. المرتكزات الاجتماعيّة، للاستفادة من الجماعات التي ظهرت كنتاج طبيعي د. لعمليات المصاهرة والتزاوج بين العناصر العربيّة والإفريقية في كثير من مناطق شرق إفريقيا، لتمتين علاقات القربى والدم بين العرب والسّاحل الشرقيّ لإفريقيا. . 49 – 48 ،صص قضايا فكرية ( مزروعي، ( ( (2) Mazrui. The Africans A Triple Heritage , p.32.

39

Made with FlippingBook Online newsletter