ثمة صعوبات ومهددات تعتري مشروع العمق الاستراتيجيّ الخليجيّ في القرن الإفريقي، منها: أ. التحدّيات السياسيّة الداخليّة، وتتمثل في سؤال الشرعية والاندماج والمشاركة والتوزيع العادل للثروة والســلطة فضً عن مهددات الهُويّة وغياب دور الدولة في المجتمع ومؤسســاته، وزيادة حضور القبيلة وقوانينها داخل الدول، وكذلك انفراد معظم حكومات تلك الدول بالسلطة منذ وقت طويل. ب. التحدّيات السياســيّة الخارجيّة: وتتمثل في تدخل الدول المؤثرة الكبرى ولا سيما الولايات المتّحدة ودول الاتحاد الأوربي في الحياة السياسيّة، سواء على صعيد دعم الأنظمة أو دعم حركات التمرد المعارضة. ولا يقتصر التدخل الدولي في شؤون السياسة الداخليّة لدول الإقليم على الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي . ( (( فثمة تدخلات أخرى للصين وإسرائيل وإيران والهند تعتبر هذه الأبعاد السياسيّة من أهم نقاط الضعف التي يمكن أن تعتري طريق بناء عمق اســتراتيجيّ خليجيّ في منطقة القرن الإفريقي، وهو ما يســتلزم من دول الخليــج جهدًا أكبر لإعادة بناء واســتقرار وتنمية بلــدان القرن الإفريقي، من أجل تحقيق المصلحة والمنفعة المتبادلة، رغم ما في ذلك من صعوبة بســبب انشــغال كل طــرف بقضاياه الكبرى وعدم إيلائه موضوع إعادة بناء الحوار الاســتراتيجي ، رغم وجود الفرص لبناء علاقات متينة تربطها روابط جغرافيّة وثقافيّة ( (( بينهما أهمية وحضاريّة وتاريخيّة بين الجانبين. مــن المهم كذلــك توظيف البعد الأمنيّ بغرض تحقيق العمق الاســتراتيجي الخليجــيّ، لأن تحليــل التفاعلات الأمنيّة في بيئة القــرن الإفريقي، يدخل ضمن الأهداف الاســتراتيجيّة، ويسهم في توضيح حدود تلك البيئة وإمكانياتها الجغرافيّة ، " القرن الإفريقي وشرق إفريقيا الواقع والمستقبل " ( بغدادي، عبد السّلام والأصبحي، أحمد، ( ( . 113 ص . 132 ،ص إفريقيا وتحدّيات عصر الهيمنة ( عبد الرحمن، حمدي، ( (
42
Made with FlippingBook Online newsletter