القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

دور التحالفات والتنمية في عملية بناء علاقات استراتيجيّة مع دول القرن الإفريقي، والارتباط هنا في ســعي التحالفات لزيادة فعالية الردع، وبما أن الردع يُعد إحدى . ( (( ركائز السياسة الدوليّة الجديدة بناءً على ما تم اســتعراضه لمفهوم التحالفات الاستراتيجيّة الأمنيّة، يتضح أن الفكرة الرئيســة التي اســتندت إليها التحالفات الأمنيّة وجود إمكانات قوة تفوق ما يســتدعيه الدفاع عن الأمن القومي للدول التي تمتلك هذه الإمكانات، مما يرســخ النزعة إلى العدوان، والرغبة في سياســة ممارســة التوسع، الأمر الذي يتطلب ردع هذا الســلوك في إيجاد قوة مضادة مســاوية لها أو متفوقــة عليها، خاصة في ظل عجز الدول الأخرى التي تتعرض لمثل هذا السلوك التوسعي أو العدوان عن وقف هــذا التهديــد بقدراتها الذاتية، وأن الأداة التي يمكــن اللجوء إليها هي التحالفات مع الآخرين. حيث أن القوة التي يوفرها هذا التحالف تســتطيع ردع هذا التوســع والاعتــداء. ووفقًــا لذلك فإن الصراع والردع يمثلان إحدى الركائز الأساســية في مفهــوم الأمــن العالميّ الجديد؛ ذلك أن التحالف له الدور الرئيس في زيادة فعالية الــردع لتحقــق الدول أمنها القومي، كما أن جوهر الأحلاف ينطلق من افتراض أن أصــل العلاقة الدوليّة هــو الصراع في فوضوية النظام العالميّ. وعليه يمكن اعتبار . ( (( التحالف إحدى أدوات المشاريع الاستراتيجيّة طويلة الأمد أما بالنسبة للمحددات الخارجيّة التي تعتري منطقة القرن الإفريقي فتتجلّى في المفهــوم العالميّ لمحاربة ظاهرة الإرهاب. ويتضح ذلك من خلال زعم المجتمع الدوليّ بقيادة الولايات المتّحدة محاربة ظاهرة الإرهاب التي عرفها العالم المعاصر والقضاء عليها، بعد أن أصبحت تشكل خطرًا على القوى العالميّة باعتبارها ظاهرة عابــرة للحــدود. لذلك لجأت الدول الكبرى بقيادة الولايات المتّحدة -بكل قوتها العسكريّة والماديّة- لمحاربة هذه الظاهرة بهدف حماية أمنها القومي أو ً، ومن ثم الإرهاب الدوليّ في إفريقيا بين الأزمات الداخليّة وتهديدات تنظيم " ( محمود، أحمد إبراهيم، ( ( . 43 م)،ص 2008 ، 176 ، (العدد السياسة الدوليّة ، " القاعدة ، ترجمة تركيبة المجتمع الدوليّ: مقدمة لدراسة العلاقات الدوليّة ( ستيرن، جيفري ستيرن، ( ( . 227 م)،ص 2004 وإصدار مركز الخليج للأبحاث، (دبي،

45

Made with FlippingBook Online newsletter