القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

تخضع لســيطرة الغرب، وعلى رأســها البنك الدوليّ الذي جرت العادة أن يرأسه أميركيّ، إلى جانب صندوق النقد الدوليّ الذي جرت العادة أن يكون مديره العام . ( (( من غرب أوروبا لم تخرج منطقة القرن الإفريقي من خط السياســات الرأسمالية العالميّة، على الرّغم من أنها تُعد واحدة من أهم مناطق العالم ذات البُعد الاستراتيجيّ الاقتصادي العالميّ، بحكم أنها تسيطر على الممرات المائية. وبالرّغم من أهمية القارة الإفريقية بالنسبة للاقتصاد العالميّ، إلا أننا نلاحظ أن القارة الإفريقية هي أكثر مناطق العالم تهميشًــا واســتبعادًا عن المشــاركة الفعالة في الاقتصاد العالميّ طوال فترة مراحل العولمة المختلفة. ومنذ نهاية الحرب الباردة، وتدشــين ما يســمى النظام العالمي م، عانت الدول الإفريقية مزيدًا من التهميش؛ بحيث أضحت غير 1991 الجديد عام مشاركة في الاقتصاد العالميّ، وإنما معتمدة عليه بصورة متزايدة. اتضح ذلك بجلاء مــن النمو الاقتصاديّ المتدني للقطاعات الإنتاجية، وزيادة عبء الديون الخارجيّة، ) 32 وتدهورت الظروف الاجتماعيّة والسياسيّة حتى أنه توجد في إفريقيا وحدها ( . ( (( ) دولة وصفتها الأمم المتّحدة بأنها الأقل تنمية في العالم 47 دولة من بين ( وتتحد أهداف القوى الكبرى في القارة الإفريقية، وفقًا لتطورات النظام الدولي م، تزايد تكالب القوى الكبرى للبحث عن مناطق نفوذ 1994 الرأسمالي. ومنذ عام اقتصاديّة في القارة الإفريقية بشكل عام ومنطقة القرن الإفريقي بصفة خاصة، وبلغ هــذا التنافس الأميركيّ-الأوروبي ذروته في القــرن الإفريقي، عندما بدّلت الدول الكبرى من اســتراتيجيّاتها فــي القرن الإفريقي، وأصبــح المدخل الاقتصاديّ هو المدخل الأول لمفهوم بسط النفوذ في المنطقة والسيطرة على الشعوب، بدً عن . ( (( المدخل الأمنيّ الذي كان من أهم المداخل للسيطرة على القرن الإفريقي ، ترجمة أحمد حسن المعيني، (منتدى القوى الثقافيّة في السياسة العالميّة ( مزروعي، علي الأمين، ( ( . 168 م)،ص 2017 العلاقات العربيّة والدوليّة، الدوحة، . 934 ،ص إفريقيا وتحدّيات عصر الهيمنة ( عبد الرحمن، حمدي، ( ( . 54 ،ص " العرب وإفريقيا فيما بعد الحرب الباردة " ( زرنوقة، صلاح سالم، ( (

49

Made with FlippingBook Online newsletter