القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

فيها قدرتها على الإغراء، في ذات الوقت الذي اتجهت فيه إلى زيادة الإنفاق على أمور الدفاع والأمن على حســاب التنمية الاقتصاديّة، وأدّى الصراع السياســيّ إلى تدمير البنية الأساسيّة المحدودة في إقليم القرن الإفريقي، واستنزاف القوى البشريّة، وهجرة العقول بشكل أدخل البلدان الإفريقية في دوامة الفقر وما يُخَلّفه من تبعات . ( (( وتداعيات وأيضًــا نعتقــد أن طبيعة المصالح الاقتصاديّة للولايــات المتّحدة في القرن الإفريقي، يمكن أن تؤثر على مشــروع العمق الاســتراتيجيّ الخليجيّ، خاصة في م وفيها 1995 ظــل رؤية الولايــات المتحدة الأميركيّة لاســتراتيجيتها المعلنة عام أدخلت الإدارة الأميركيّة تغييرات جذرية على الاســتراتيجيّة الأميركيّة العالميّة، في إطار ســعيها لمواجهة المشــكلات الاقتصاديّة المتعلقة بالنظام الأميركيّ بأساليب الشــراكة والعولمة من ناحية، مع ســعيها لتكريس زعامتها على الســاحة الدوليّة. وكانــت الأولوية الأهم موجهة نحو القضايا الاقتصاديّة والعمل على فتح أســواق جديدة في مناطق مختلفة من العالم. ومن أبرزها القارة الإفريقية التي تتسم بوجود فرص هائلة للاستثمار، وأسواق مفتوحة للمنتجات الأميركيّة. ومن هنا كان المدخل الاقتصاديّ يركز على تطوير التجارة الإفريقية وبرامج التنمية الاقتصاديّة، كما يهتم بانفتاح الاقتصاد الإفريقي على الاقتصاد العالميّ خاصة في مجال الاستثمار والتبادل . وارتكزت السياســة الأميركيّة الاقتصاديّة في القــارة الإفريقية عمومًا ( ((ّ التجــاري على الآتي: تشجيع الدول الإفريقية على انتهاج سياسات اقتصاديّة رأسمالية، بهدف خلق فرص أفضل للشركات التجاريّة والاستثماريّة الأميركيّة في القارة الإفريقية. ) مليار دولار في عام 33 تنشيط الاستثمارات الرأسماليّة الأميركيّة التي بلغت ( م. 2014 ، (مكتبة مدبولي، دراسات في العلاقات الدوليّة الإفريقية ( نصر الدين، إبراهيم أحمد نصر، ( ( . 396 م)،ص 2011 القاهرة، . 54 ،ص " العرب وإفريقيا فيما بعد الحرب الباردة " ( زرنوقة، صلاح سالم، ( (

51

Made with FlippingBook Online newsletter