مع التجار العرب من جهات عُمَان ومنطقة الخليج العربيّ وخليج عدن في الفترة . ( (( من القرن الثامن الميلادي حتى التاسع عشر هذا التقارب الجغرافي بين المنطقتين يُعدّ واحدًا من أهم المقومات الضرورية لبناء العمق الاســتراتيجيّ فــي منطقة القرن الإفريقي، ويمكنــه أن يعزز المصالح المشتركة، خاصة إذا ما ركز على النقاط الأساسية التالية أثناء عملية التواصل الثقافيّ: أ- التشابه الديني انتشــار الثقافة العربيّة في شــرق إفريقيا عامة والقرن الإفريقي بصورة يقترن خاصة، بظهور الشــخصية العربيّة هنالك، وكان ذلك مرتبطًا بنشــاط التجار العرب وانتشار الإسلام بين القبائل الحامية، ولذلك يظهر الأثر العربيّ بصورة واضحة في . ( (( منطقة السّاحل الإفريقي ونتيجة لرسوخ هذه العلاقة انتشر تعلم القرآن الكريم وعلوم الشريعة، وانتقلت مظاهر الحياة العربيّة والدين الإســ ميّ إلى القرن الإفريقي. وبفعل هذا التواصل اشــتدت الحركــة الثقافيّة بين الخليج العربيّ ومنطقــة القرن الإفريقي، الأمر الذي أدى بــدوره إلى تقوية العلاقات بينهما، وبدأ مفكرو السّــاحل الإفريقي منذ القرن التاسع الهجري يكتبون أدبهم الإسلاميّ وينتجون أدبًا شفويّا باللّغة السواحليّة التي . ( (( استخدموا لكتابتها الحروف العربيّة يمثّل الإســ م الدعامة الأساســيّة في العلاقات العربيّة الإفريقية، وتشــبّعت شعوب المنطقتين بالحضارة الإسلاميّة، واستمرت الاتصالات بينهما بواسطة الحج وعن طريق المراكز الثقافيّة المهمة في المشرق والمغرب العربيّين. وكانت للحركات الإصلاحية الإســ ميّة نتائج سياســيّة مهمّة عندما أصبح الكثير منها قواعد أساسية . 600 ( .المرجع السّابق،ص ( ( ، (المجلد الوثيقة ، " أثر الخليج العربيّ والجزيرة العربيّة في ثقافة شرق إفريقيا " ( الخليفة، يوسف، ( ( . 28 م)،ص 1994 ، 26 ، العدد 13 . 29 ( المرجع السّابق،ص ( (
54
Made with FlippingBook Online newsletter