القرن الإفريقي عمقًا استراتيجيًّا خليجيًّا

ثانيًا: تجاه تعزيز الأمن الاجتماعي نقصد بالفعل الإنساني الإراديّ الخليجيّ الأعمال والمشاريع الإنسانيّة الخيرية والتنموية التي تبنتها دول الخليج العربيّ في المناطق المختلفة في القرن الإفريقي، ومســاهمتها في تعزيز الأمن الاجتماعيّ من خلال نشــرها لثقافة الاســتقرار بين المجتمعات في المناط.ق المتأثرة بالكوارث الطبيعية في الإقليم. وكذلك دور هذه المشاريع الخيرية والتنموية في العمل على تقدم وتطور وبناء المجتمعات والأفراد فــي بلدان القرن الإفريقي. وخاصة في ظل اعتقاد الكثير من خبراء التنمية بمقولة؛ أن عمليات تعزيز الأمن الاجتماعيّ يمكن أن تمثل القاعدة الاجتماعيّة الأساســية لاستقرار الأفراد والمجتمعات حول مناطقهم المختلفة، وفي تأمين تعايشهم الديني والسياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ والثقافيّ. وبالتالي يسهل لهذا المجتمعات بناء تنمية متوازنة في مناطق القرن الإفريقي المختلفة. عليه يمكن أن نعتمد في هذا المحور على النظريّة التبادليّة النفعيّة في مفهوم بنــاء السّــ م والأمن الاجتماعيّ بين دول مجلس التعــاون الخليجيّ ودول منطقة القــرن الإفريقي؛ بحكم أنّ هذه النظريّــة التبادليّة هي نظريّة اصطلاحيّة تعمل على إصلاح النظام القائم من خلال نهج وإجراءات تطويريّة تدريجيّة. ويتأسّــس الإطار الفكــريّ لهذه النظريّــة على رفض وانتقاد المنظور الواقعيّ، فالدولة لدى أصحاب الفكر التبادليّ ليســت الفاعل الوحيد فــي علاقات الأمن الدوليّة، بل أحيانًا يكون لفاعليــن آخريــن داخل الدولة أو غيرها أهمية مكافئة أو أكبر من تلك التي تحظى بهــا الدولة. والدولة ليســت جدارًا مغلقًا ولا صوتًا واحــدًا، بل تتألف من العديد من المؤسســات والجماعات التي قد تتفاوت رؤاها وتتباين مصالحها وتدخل في . ( (( مساومات للوصول إلى توافق عام حول تلك الرؤى ، (أطروحة دكتوراة)، الاستراتيجيّة الأمنيّة الأميركيّة في جنوب شرق آسيا ( طويل، نسيمة طويل، ( ( . 84 م)،ص 2010 (جامعة باتنة، قسم العلوم السياسيّة، الجزائر،

69ّ

Made with FlippingBook Online newsletter