103 |
وهكذا تبدأ الدراســة -أو ًلً- بخلفية نظرية موجزة عن االتجاهات الفكرية األساسية في تفســير التضخم، مع عرض ســريع لالتجاهات العامة والنتائج األساسية لبعض الدراســات الســابقة عن التضخم فــي الحالة اإليرانية، تلحقها -فــي ثانيًا- بخلفية تاريخيــة موجزة عن المســار العام للتضخم في إيران خــ ل نصف القرن األخير، ثــم تعرِّج ســريعًا -في ثالثًا- على الرافد النقــدي للتضخم في إيران، لتدخل بعدها -فــي رابعًا- في التحليــل البنيوي التاريخي للتضخم في إيــران عبر ثالث طبقات متراكبة، فتناقش التبعية الطَرَفية باعتبارها خلفية سوســيواقتصادية للتضخم التاريخي في االقتصاد اإليراني، ثم تحلِّل تعمّق الطابع الريعي لذلك االقتصاد باعتباره أساسًا للتضخم الهيكلي به؛ مع إصابته بالمرض الهولندي واتخاذه مسار لعنة الموارد، الناتج عــن هيمنــة النفط على الصادرات واالقتصاد اإليرانــي بعمومه، وتتم تلك الطبقات الهيكلية بتعريج ســريع على الســمات المؤسسية المفاقمة للتضخم، الناتجة بدورها عــن البعديــن التبعي والريعي المذكورين، لتنهــي الورقة بخاتمة عن ضرورة تجاوز الحلول النقدية والمؤسســية الميكروية التقليديــة، فض ًل عن النظرة الجزئية عمومًا، كحلول حصرية لمشكلة التضخم في البلدان المتخلفة، واالتجاه إلى الحلول الهيكلية اإلستراتيجية الشاملة التي تعالج مشكلة التضخم ضمن إطارها األوسع، وهى مشكلة تخلف االقتصاد اإليراني نفسها، بمحوريها األساسيين، التبعية والريعية. أوًلً: خلفية نظرية ودارسات سابقة )1 ) التضخم من النقوديين إلى الهيكليين( (أ تتوزع الخطوط النظرية األساســية في تفسير التضخم على، كما تنطلق من، مكوناته نفسها، فإذا كانت مكوناته، التي تمثل أنواعه كذلك، هي: التضخم النقدي، والتضخم المدفــوع بالطلب، والضخم المدفوع بالعرض أو التكلفة، والتضخم الهيكلي، فض ًل عن أن التضخم نفســه والتوقعات باســتمراره يخلق المزيد من التضخم؛ فإن هذه الخطوط هي: الصدمات النقدية، وصدمات الطلب الكلي، وصدمات العرض الكلي، والعوامل السياسية/المؤسسية، والعوامل الهيكلية. النظرية " فأما أولها الخاص بـالصدمات النقدية فهو أقدمها، والذي يتجذر تاريخيًّا في التي تعود إلى ديفيد هيوم وديفيد ريكاردو وإرفينج فيشر وألفريد " الكمية في النقود
Made with FlippingBook Online newsletter