107 |
، وبخلفية نيوكالسيكية غالبًا، إلى اعتبار " مدرسة االختيار العام " اتجه فرعه النابع من ، يســتخدم التضخم أداة لحل الصراعات التوزيعية " جهاز تحصيل ريع أنانيًّا " الدولة ضمن نطاق نفوذه، والسياســة النقدية وسيلة لخلق الثروة بما يساعدها على الحفاظ على السلطة. (أو ما بعد الكينزية) للتضخم كذلك بطابع " البوست كينزيان " وتتلون بعض تحليالت االقتصاد السياسي، بمعناه الضيق المذكور؛ حيث ترى أن النقود ليست سوى متغير تابع يزداد عرضه في االقتصاد تبعًا لنمو المعامالت وحاجات الفاعلين االقتصاديين، فيمــا ينتج التضخم أساسًــا عــن الصراعات بين العمــل ورأس المال، وعن تجاوز المطالبات الدخلية للشركات والعمال، من خالل األسعار واألجور، لمستوى الناتج الحقيقــي، فض ًل عن توقعاتهم الدافعة لمواقفهم وممارســاتهم في االقتصاد بالطبع، وضمن هذا التحليل، ال تتسم توقعات الناس بالعقالنية بالمعنى النيوكالسيكي، كما يدرك الناس اتساع مساحة عدم التأكد وصعوبة توقع المستقبل بدقة. وأخيرًا، يأتي الخط الخامس، الخط الهيكلي، الذي تبلور أساسًــا ضمن دراســات أوضاع الدول المتخلفة، كذا جزئيًّا ضمن تفســيرات جانب العرض التي نشــأت مع سقوط منحنى فيليبس في الدول المتقدمة في أواسط السبعينات، وهو خط يؤكد على اختالف أوضاع الدول المتخلفة عن الدول المتقدمة، من جهة ضعف وتخلف جهاز اإلنتاج؛ ومن ثم ضعف مرونته جوهريًّا؛ بشــكل يجعل سياســات مكافحة التضخم التقليدية كالتقليص النقدي وسياسة الموازنة سياسات تكبح النمو، بد ًل من أن تدفعه، كما يشير إلى أن التضخم في تلك البلدان يدخل جزئيًّا في باب التكلفة الطبيعية للنمو السريع الذي تحتاجه تلك البلدان، خصوصًا مع حاجاتها األعلى لالستثمار في البنى التحتية والقدرات اإلنتاجية طويلة األجل. وينطبق التحليل كذلك على الدول المتقدمة، بل إن أول إشــارة له كانت في تحليل تشــارلس شــولتز التجاهات التضخم فــي الواليات المتحدة، فــي ورقته المعنونة ، عندما أشــار إلى 1959 الصادرة عام "Recent Inflation in the United States" وجود خلل هيكلي ناشئ أساسًا عن تغير بنيان الطلب، مع عدم قدرة بنيان العرض علــى مجاراة ذلك التغير، فتغيرات الطلب الناتجة عن تغيرات األذواق وخالفه، مع عــدم وجود طاقات عاطلة كافية لمجاراة الزيــادة في الطلب، أو على العكس عدم
Made with FlippingBook Online newsletter