العدد 19 – أغسطس/آب 2023

117 |

النقــدي، فض ًل عن انحيازه األيديولوجي الكامن، بميله الثابت للتأكيد على ضرورة تنحي الحكومات عن أي دور في إدارة االقتصادات، وترك المالعب بالكامل للقطاع الخاص، إلى آخره مما نعرف من مبادئ هي أقرب ألصولية -ليبرالية- منها لموقف علمي. اربعًا: الطبقات غير النقدية للتضخم في االقتصاد اإليارني أ) الطبقة األولى: التبعية الطَّرفية كقاعدة سوسيواقتصادية للتضخم التاريخي ‌( لم يكن االلتحاق المتأخر إليران، كغيرها من الدول العالمثالثية اليوم، بالرأســمالية الحديثة طبيعيًّا على أساس تطور تلقائي للبنى والديناميات المحلية؛ ما جعله انتقاًل مشــوهًا، فاســتدخال العالقات الرأســمالية عنوة في البالد الطرفية التي تأخرت عن ركب الرأســمالية األول (إنجلترا وغرب أوروبا) والثاني (ثالثي الواليات المتحدة األميركية وألمانيا واليابان)، قد عكس دينامية التطور االجتماعي الطبيعية، التي تسبق ضمنهــا قوى اإلنتاج عالقات اإلنتاج، بل وتجذبها خلفها وتوفر الحوافز االجتماعية والدوافع السياســية لتغييرها بالقوى المحليــة، لينتج عن ذلك االنعكاس في اآللية، البحت إلى " التأخر الكمي " مــن اســتباق عالقات اإلنتاج لقوى اإلنتاج، أن تحــول جيوتاريخــي، أي تموضع ضمن نظام عالمي بموقع طَرفي وحالة " تخلــف هيكلي " تابعة، وليس مجرد تأخر بمنطق النسبة والتناسب. هــذا التخلف الهيكلــي، يحدث عندما تنعكس آلية التطــور االقتصادي االجتماعي المفترضة، بحيث يتحقق االنتقال من تشــكيل اقتصــادي اجتماعي إلى آخر بطريقة مخالفــة للمفترض، تســبق ضمنها عالقات اإلنتاج (المفروضــة من الخارج) قوى اإلنتاج (المحلية الموروثة)؛ لتختل مع، وبسبب، ذلك االنعكاس في اآللية األساسية، كافة ديناميات عمل التشكيل االقتصادي االجتماعي وتتشوه اتجاهات تطوره؛ فتسبق ، وتتجاوز أنماط االســتهالك " الفنية " للهيكل اإلنتاجي إمكاناته " النوعية " الســمات (بمكوناتها المستوردة والمستحدثة) أنماط اإلنتاج (المحلية التي إن اكتسبت الشكل الحديــث جــد ًلً، فإنها لم تمتلك بعد إمكانات تجديدهــا ذاتيًّا) كمًّا وكيفًا؛ ما ينتج عنه اختراق الفضاء الســوقي المحلي من الخارج، وال يملك رأس المال المحلي، الضعيف الوليد، الســيطرة على ســوقه المحلية، ويفقد مع كل ما سبق السيطرة على شروط تجديده االجتماعي الذاتي المستقل.

Made with FlippingBook Online newsletter