العدد 19 – أغسطس/آب 2023

| 122

) 33 ( 2008 - 1978 ): اتجاه مؤشر المرض الهولندي في إيران 5 شكل (

وقد تفاوتت التقديرات من جهة آثار المرض الهولندي على القطاعات الســلعية في إيــران، فبينما تميل األدبيات الســائدة لغلبة التأثيــر األكبر على التصنيع، أكد بعضها ؛) 34 اآلخر للتأكيد أثره المعتبر على الزراعة، ربما تجاوز أثره على الصناعة التحويلية( حد لعبه دورًا في نشوء فجوة غذائية بمقدار الثلث تقريبًا، كافحت الحكومة اإليرانية للتغلب عليها، وهو القطاع ذو األثر الجوهري على كامل عملية التنمية، وعلى رأسها الصناعة التحويلية وتنافســية االقتصاد، فض ًل عن التضخم بشكل مباشر بالطبع، عبر ، المكونة في معظمها من الغذاء واألساســيات، ســواء " ســلة الســلع األجرية " قناة بأسعارها المحلية، أو بتعويض قصور العرض منها باالستيراد من الخارج. وكنمــوذج مــن بداية الطفرة النفطية، أي قبل أن تمارس مزيدًا من التأثيرات األعمق على بنيتي االقتصاد والمجتمع اإليرانيين، تشير تقديرات للنمو القطاعي غير النفطي، )، إلى 35 ( 1978 / 1973 و 1972 - 1962 قبــل وبعد الطفــرة النفطية خالل الفترتيــن تراجــع نمــو الزراعة والصناعــة التحويلية بعد الطفرة، مقابــل ارتفاع معدالت نمو قطاعــي البناء والخدمــات عما قبلها، وضمن رصد مقارن للتغيــرات التراكمية في أســعار القطاعات الرئيسية بين نفس الفترتين، سجل قطاع البناء والتشييد أسرع نمو نسبي في األسعار في الفترتين، وتحولت أسعار السلع الصناعية من االنخفاض مقابل السلع الزراعية، واالرتفاع مقابل الخدمات قبل الطفرة، إلى االنخفاض مقابل جميع القطاعات األخرى بعدها، وبالمثل تباطؤ ارتفاع أســعار السلع الزراعية بعد الطفرة، بما يؤكد التراجع النسبي للقطاعين السلعيين األساسيين، فيما كانت الخدمات تصعد

Made with FlippingBook Online newsletter