العدد 19 – أغسطس/آب 2023

127 |

عملية تصنيع جادة، كما يظهر في هيكل االقتصاد ســالف الذكر، بل اســتمرت في االعتماد على عوائد النفط مصدرًا لإليرادات العامة والنقد األجنبي من جهة، وعلى )؛ ما كانت له نتيجتان 45 استيراد جزء معتبر من الغذاء واألساسيات من جهة أخرى( مهمتان، أوالهما: اســتمرار، بل وتفاقم، تشــوهات الهيكل االقتصادي ونمط نموه المذكورين، وثانيتهما: إعادة إنتاج اإلطار المؤسسي على صورة ال تختلف جوهريًّا، من زاوية سوسيوسياسية، عما كان قبل الثورة، أي إطارًا سياسيًّا ريعيًّا رعويًّا، متشبعًا بطبائع وميول النمط الريعي غير اإلنتاجية باألساس. والســياق السياســي عامل مهم في تعزيز أو تثبيط آثار المرض الهولندي، فض ًل عن تحديد اتجاهه ما بين زيادة الرفاهية الوطنية أو الوقوع في لعنة الموارد، وتمثل األنظمة الشــعبوية التي تعتمد التوزيع السياســي للعوائد أبرز األطر المؤسسية للعنة الموارد، فلتلك الفوائض إغراؤها المزدوج ألغلب الحكومات، خصوصًا في الدول المتخلفة محدودة التصنيع، فتميل الحكومات ألن تصبح أقل اعتمادًا على الضرائب، والتحول ، توزع من خاللها عوائدها على الناس، باســم الرفاهية العامة أو " رعوية " لسياســات العدالة االجتماعية وما شــابه؛ بشــكل يدعم موقفها السياسي بصيغ تعزز االستبداد )؛ فتكون 46 وتقلل المساءلة والشــفافية؛ فتعمق الفساد بأنواعه الهيكلية والمؤسسية( نتيجتــه حالة فقدان ثقة عامة في كفــاءة الحكومة؛ ما يعزز الميل للتهرب الضريبي، في ســياق من جمود وضعف النظم الضريبية للدول المتخلفة عمومًا؛ والذي يضطر الحكومة بدوره لمزيد من االعتماد على التمويل التضخمي في فترات قصور الموارد واإليرادات العامة، وتشير تقديرات مؤسسة كارنيجي للسالم الدولي إلى عدم تجاوز % فقط من الناتج المحلي 7 المطالبــات الضريبيــة المتاحة للحكومة اإليرانية نســبة اإلجمالــي، وأن حوالــي نصف االقتصاد المحلي القادر علــى أداء الضرائب معفى .) 47 منها( من جهة أخرى، تزيد الموارد النفطية، فترات وفرتها، من مشاركة الحكومة في كافة القطاعات، لكن بثمن كيفي معتبر، هو فقدانها قدرتها على صنع السياسات واإلدارة الفعالة لممارســات الفاعلين االقتصاديين؛ ومن ثم المتغيرات االقتصادية الكلية، بما فيها التضخم بالطبع. وهكذا، دعم الســياق السياســي غير التنموي التوجه بطفرة الموارد النفطية في إيران المرض الهولندي والدولة الريعية ولعنة " ، أي ثالثي DRR " الثالثي الريعي " مســار

Made with FlippingBook Online newsletter