141 |
). هذا 7 إلى الحديث المتكرر عن قدرة هذه التكنولوجيا على زيادة الشمول المالي( الخطــاب التنموي تلقاه عدد من الحكومــات اإلفريقية بترحيب كبير وأطلقت فعليًّا عددًا من المشــاريع القائمة على التكنولوجيا بهدف خلق الوظائف للشباب العاطل، وبغرض تطوير بنية اقتصاداتها من االعتماد على المواد الخام للمشــاركة الفاعلة في سالســل القيمة المضافة العالمية لقطاع الخدمات. في هذا الســياق يمكننا أن نذكر ) الذي BPO ( Business Process Outsourcing مبادرة الحكومة الكينية لتطوير قطاع مليون دوالر في 114 ألف وظيفة ويســهم بـ 20 توقعــت الحكومة الكينية أن يخلق .) 8 الناتج اإلجمالي المحلي( فــي المقابل، تطــرح أدبيات أخرى مقاربات أكثر نقدية لواقع تكنولوجيا المعلومات واالتصــاالت وأثرها على التنمية الشــاملة في إفريقيــا. تتمحور هذه األدبيات حول سؤال ما إذا كان هذا االتصال بين إفريقيا وبين العالم عبر التكنولوجيا الحديثة يخلق تضمينًــا حقيقيًّــا إلفريقيا في الفوائد االقتصادية لألســواق العالمية أو هو عبارة عن عمليــة إدماج ذات آثار ســلبية على العمالة اإلفريقيــة. تؤكد هذه األدبيات على أن ثــورة التقنية الحديثة تُحدث تغييرًا هيكليًّا في عالقات العمل في إفريقيا لكنها تؤكد في نفس الوقت أن هذا التغيير ال يكون دائمًا في صالح الفئات المهمشة أو الفقيرة، كما تسلط هذه األدبيات الضوء على انتقائية عمليات اإلدماج التي تحدث بسبب هذه التقنيات التكنولوجية (هذه االنتقائية التي تتزامن فيها آليات الدمج مع آليات التهميش واالســتبعاد؛ األمر الذي يعمِّق الفقر وعدم المســاواة في شرائح معينة من المجتمع) )، وميلها إلى التركيز على كمية فرص العمل مع عدم التركيز على األسئلة المتعلقة 9 ( بجودة العمل واســتمراريته وأثره االجتماعي على الفئة العاملة في إفريقيا (حيث إن كثيــرًا من شــركات االتصاالت تعتمد على عمالــة مؤقتة للوصول إلى أكبر قدر من المســتخدمين المحليين، وبعدها تقوم بإلغاء دور هذه العمالة دون توفير أي بدائل .) 10 عمل لها كما فعلت الشركات الكبرى في رواندا)( كما تســلط هــذه األدبيات الناقدة الضوء على القــدرة التنظيمية المحدودة للعمال والشــركات اإلفريقية للدفاع عن مصالحهم داخل سالســل القيمة العالمية مما يعني أن القضية المركزية ليست هي مجرد وجود االتصال من عدمه مع العالم الخارجي ). وأخيرًا، 11 وإنما طبيعة عالقات السلطة والقوة الحاكمة لذلك االتصال ومخرجاته(
Made with FlippingBook Online newsletter