العدد 19 – أغسطس/آب 2023

13 |

مقدمة كبقية دول العالم، " دولة " ليست مجرد " إسرائيل " وفق األيديولوجية الصهيونية، فإن بل هي مشــروع مستمر ومستدام، وظهرت مشروعًا اســتعماريًّا، استيطانيًّا، إحالليًّا، " إقليمها " لم يكتمل؛ وبذلك أصبح " الدولة اليهودية " زاحفًا بال توقف؛ أي إن مشروع عبارة عن كيان متحرك، بناء على سياســة إســتراتيجية توســعية، تستند " حدودها " و ال تزال مســتمرة " إســرائيل " في أساســها على المرحلية والقضم التدريجي، أي إن التأسيس. كذلك يعد االحتالل الصهيوني/اإلسرائيلي نظام احتالل هجين، ومنظومة سيطرة متعددة األبعاد من حيث التطبيق، يدمج بين مكونات ثالثة، وهي: االستيطان، واالستعمار، واإلحالل. وإذا ما أُخضع الفكر الصهيوني وتطبيقاته للقياس والتحليل، فإننا نجد الصراع العربي/الفلسطيني-الصهيوني/اإلســرائيلي في فلسطين قائمًا على ،) 1948 (المناطق المحتلة سنة " إسرائيل " الوجود، الذي يســتهدف الفلسطينيين في وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، وهكذا يكون جوهر المشــروع واحدًا، وإن اختلفت تطبيقاته. وقد ســخَّرت منظومة السيطرة الصهيونية/اإلســرائيلية، وما زالت تسخِّر، ما يفيدها مــن األمــن والقانون الدولي؛ لتبريــر تحقيق غاياتها، فتفاعلــت وتعاملت معها بناء على تفسيراتها الخاصة، والتي تناقض ما يجُمِع عليه معظم فقهاء األمـــن والقانون. في العقيدة الصهيونية؛ فقد " القدس الشــرقية " ونظرًا ألهمية الضفة الغربية بما فيها على إضفاء البعد األمني على السياسات المتعددة والمتنوعة، أي " إسرائيل " عملت إنها صبغت هذه السياســات والتطبيقات بالصبغة األمنية، فأغلب الخطاب السياســي نحو الضفة الغربية بما فيها القدس، أخذ البعد " إســرائيل " واالقتصادي الموجَّه من األمني أولوية فيه. وبذلك، تم تحويل الخطاب عن حالة تطبيقات االســتعمار، االستيطاني، اإلحاللي، إلى التركيز على أبعاد الخطر والتهديد الذي يمثله الفلسطينيون؛ فاألمـن وفقًا لمفهوم األمننة، ليس حقيقة موضوعية مسلمًا بها، وإنما هو نتاج لعمليات اجتماعية محددة. ، والداخل المحتل ســنة 1967 ووفقًا لهذه الرؤية، أصبحت المناطق المحتلة ســنة ، مســرحًا لتطبيق األيديولوجية الصهيونية عبر توظيف الخطاب األمني، أي إن 1948

Made with FlippingBook Online newsletter