| 152
) من جهة، وتطوير سياســات الرقابة وتنظيم العمل من 39 ( "Interoperability البيني ). وبالتالي فلم يكن لدي البنك المركزي مانع من أن تســتمر خدمة 40 جهة أخرى( تحويــل الرصيد، لذلك فحتي ذلك الوقت لم تتخذ الحكومة أي إجراءات للتضييق على خدمة تحويل الرصيد. وسبب ذلك في رأي كاتب هذه الدراسة هو أن واضعي السياســات االقتصادية اعتقدوا أن مجرد تفعيل خدمة الدفع عبر الموبايل وانخفاض تكاليف اســتخدامها، مقارنة بتكاليف خدمة تحويل الرصيد، ســيكون كفي ًل بجذب اهتمــام المواطنين من خدمة تحويل الرصيد لصالح خدمة الدفع عبر الموبايل. ففي الوقت الذي تبلغ فيه تكلفة تحويل األموال عبر خدمة تحويل الرصيد متوسطًا قدره ٪ من أصل المبلغ الذي يتم تحويله، تبلغ تكلفة خدمة الدفع عبر الموبايل متوسطًا 10 .) 41 ٪ من أصل المبلغ الذي يتم تحويله( 1 قدره لكــن األيــام أثبتت أن هذا االفتراض كان يحمل الكثير من التقليل من فاعلية خدمة تحويل الرصيد (وهو ما سنناقشه بالتفصيل الحقًا)، وهو ما حمل الحكومة السودانية على البدء في إجراءات موسعة للتضييق على هذه الخدمة. فبعد فشل كل المحاوالت التي قام بها بنك الســودان المركزي في تحقيق االنتشــار المُراد لخدمة الدفع عبر الموبايل، اتخذ البنك عددًا من المبادرات الرســمية لمحاصرة خدمة تحويل الرصيد والتضييق على شــبكة وكالء/تجار تحويل الرصيد (المنافس األول واألخير لخدمة الدفع عبر الموبايل كما أوضحنا ســابقًا) أهمها أن بنك الســودان المركزي والهيئة ، عن سياســة جديدة 2017 القومية لالتصاالت قد أعلنا، في نوفمبر/تشــرين الثاني 1000 لتحديد ســقف مالي للتحويل عبر خدمة تحويل الرصيد، هذا السقف مقداره ). وألن قرار 42 جنيه ســوداني في اليــوم لكل وكيل/تاجر يعمل بتحويــل الرصيد( تحديد الســقف لن يكون له أي تأثير ما لم يتم ضبط عدد الشــرائح التي يمكن أن يمتلكها المستخدم الواحد (إذ بغياب هذا الضبط يمكن للمستخدم أن يمتلك عددًا ال نهائيًّا من الشرائح وهذا ما يجعل تحديد سقف مالي غير فعال)، وألن هذا الضبط ال يمكن أن يتم ما لم تكن هناك قاعدة بيانات شاملة لكل المستخدمين لشرائح شركات االتصاالت، ألجل كل ذلك بدأت وزارة االتصاالت والهيئة القومية لالتصاالت حملة إعالمية كبيرة لتشجيع المواطنين على تسجيل شرائحهم بأرقامهم وهوياتهم الوطنية. وحــددت وزارة االتصــاالت والتكنولوجيا تاريخ األول من يناير/كانون الثاني للعام تاريخًا نهائيًّا سيتم بعده قطع الخدمة عن أي شريحة غير مُسجلة. 2018
Made with FlippingBook Online newsletter