155 |
وكالء/تجار تحويل الرصيد ال في يد شركات االتصاالت وال في يد بنك السودان المركزي، وال يؤثر في ذلك تلك العمولة إال قوانين العرض والطلب. هذه المميزات والخصائص التنافسية جعلت بنية خدمة تحويل الرصيد ونموذج عملها يتصفــان بعدم المركزية، ونعني بال مركزيــة نموذج العمل أن التجار أو الوكالء في خدمة تحويل الرصيد هم الذين شــكلوا أســاس فاعلية الخدمة وسرعتها وانتشارها في كل أرجاء الســودان، وال يوجد دور حقيقي لمالك هذه الخدمة في تحقيق هذا االنتشار. وبعبارات بسيطة، فعدم المركزية هنا يعني أن نموذج العمل الخاص بخدمة ، أي شبكة " وكالء الخدمة " تحويل الرصيد تعتمد فاعليته وسرعته وجودته على أداء ، ونقصد بهم شــركات " م ُّلَّك الخدمة " وكالء/تجــار تحويل الرصيــد، وليس على في تحقيق الفاعلية للخدمة " وكالء الخدمة " االتصــاالت. ثانيًا: هذا االعتماد علــى تبعه، بطبيعة الحال، إعطاء هؤالء الوكالء/التجار الحق في تحديد تكاليف ورســوم ، أي شــركات " مُالك الخدمة " خدمة تحويل الرصيد بما يتناســب معهم، وال يتدخل " وكيل الخدمة " االتصاالت، في تحديد هذه الرسوم نهائيًّا، بل هو أمر عائد إلى تقدير أي تاجر/وكيل تحويل الرصيد وقوانين العرض والطلب التي تحكم السوق التجاري. في المقابل، ســنجد أن كل سياســات وإجراءات خدمة الدفع عبر الموبايل تتصف التابعة لبنك EBS بالمركزية القابضة التي يكون لبنك الســودان المركزي وشــركة الســودان اليــد العليا والحق الحصري فــي تحديد التكاليف وإجراءات التســجيل وغيرها، بمعنى أن بنك الســودان المركــزي، بوصفه مالكًا للخدمة، قد وضع خطة للتعامل المباشــر بينه وبين المواطن (مســتخدم الخدمة)، وتجاهل بصورة شبه تامة تجــار/وكالء تحويــل الرصيد، الذين يعملون وكالء للخدمة ويمثلون الوســيط بين مالك الخدمة وبين مستخدم الخدمة. ويمكننا أن نالحظ هذه الصفة المركزية وهذا التجاهل لشــبكة وكالء/تجار تحويل الرصيد في أمرين رئيسيين: إجراءات التسجيل في الخدمة، وطريقة تحديد رسوم الخدمة. أو ًلً: أوضــح دليــل على أن بنك الســودان كان مهتمًّا بالمواطن/المســتخدم فقط وتجاهــل وكالء الخدمة هــو أن التحفيز أو مميزات خدمة الدفع عبر الموبايل تُقدَّم للمواطن/للمســتخدم في المقام األول. فقد قامت الخدمة بتخفيض التكاليف التي ٪ (كما هي الحال في خدمة 10 يدفعهــا المواطــن في أي عملية تحويــل رصيد من
Made with FlippingBook Online newsletter