| 14
األمن اإلســرائيلي أصبح أداة لتطبيق األيديولوجية. وتتلخص أطروحة هذه الدراسة القائمة على نسج خطاب وسياسات أمنية " نظرية األمننة " توظف " إســرائيل " في أن انتقائيــة، تدَّعــي فيها أنها أقلية مهدَّدة (مع أنها في حــاالت أخرى تدَّعي أنها تمثل أغلبية)؛ ألجل إفراغ الحيز الفلسطيني من أهله، وبسط مطلق سيطرتها على األرض. تتنــاول هذه الدراســة أثر األمننة في تطبيــق األيديولوجية الصهيونيــة القائمة على االســتعمار االستيطاني اإلحاللي، وفي ســبيل ذلك تستعرض مفهوم وتاريخ األمننة واأليديولوجيــة الصهيونيــة وتأطيراتهــا النظرية، كما تناقش مركبــات نظرية األمننة وإســقاطاتها في واقع حالة الصراع العربي/الفلسطيني-الصهيوني/اإلســرائيلي في فلسطين، عبر توضيح العالقة بين سياسات االستعمار االستيطاني اإلحاللي واألمننة، وتعرض مقارنة لألمن اإلســرائيلي مقابل الفلسطينيين بموازين القوى. وأخيرًا، تروم لألمننة وتقييمها بشكل شمولي. " إسرائيل " الدراسة فهم تطبيقات . استهالل نظري: مفهوم وتاريخ األمننة واأليديولوجية الصهيونية 1 . مفهوم األمننة: في المخيال والواقع اإلسارئيلي 1.1 إضفاء البعد األمني على قضية ما؛ ليجعل منها مصدرًا للخطر " األمننة " يعني مصطلح Copenhagen أو التهديــد، وارتبطت مداخل األمننة المختلفة بمدرســة كوبنهاغن ( Ole ) وأول ويفر ( Barry Buzan )، ومــن أهــم أعمدتها باري بــوزان ( 1 () School ) وغيرهــم. وترمي األمننة إلى تجاوز النقاش الدائر بين أولئك الذين يرون Weaver أن التهديد هو قضية موضوعية، ومجموعة أخرى تذهب إلى أن التهديد قضية ذاتية، يحددها الشخص بحسب إدراكه وتفاعله، فمدرسة كوبنهاغن ترى وجوب النظر إلى األمن على أنه فعل خطابي، والقضية الرئيســة فيه ليســت الجدل حول ما إذا كان التهديــد موضوعيًّــا، أو ينطلق من اعتبارات ذاتية، بــل الطريقة التي تُبنى بها بعض القضايا اجتماعيًّا، ويشير الفعل الخطابي إلى أن النطق بكلمة أو بمصطلح، فحسب، قد يُنظر إليه على أنه فعل يســتحضر " أمن " يعنــي أن فعــ قد وقع، فالنطق بكلمة .) 2 للذهن مختلف القضايا العسكرية والسياسية واالقتصادية البيئية المرتبطة باألمن( ويعرِّف أعضاء مدرســة كوبنهاغن مفهوم األمننة بأنه: العملية التي يعلن من خاللها أحد الفاعلين (ممثل الحكومة أو الســلطة) عبر خطاب رســمي للجماهير، عن أن
Made with FlippingBook Online newsletter