العدد 19 – أغسطس/آب 2023

187 |

؛ حيث 17 وفــي ذات الســياق، ظهرت بريطانيا بأســطولها البحري خــ ل القرن الـ نشــطت شــركة الهند الشرقية، والتي بدأت كمؤسسة تجارية صغيرة في لندن، ثم ما لبثت أن تحولت لمنظمة تجارية سياســية وعســكرية قوية أثرت في صياغة التاريخ الحديث للمنطقة باحتكارها التجارة اإلنجليزية في آســيا والمحيط الهادئ، وتفوقها على الشركات التجارية األوروبية المنافسة. دفع تصاعد الصراع االســتعماري بين بريطانيا وفرنســا آواخر القرن الثامن عشــر، ، وخشية بريطانيا 1789 وقيام فرنســا بحملتها االســتعمارية على المشرق العربي عام من وصول فرنســا إلى الهند عن طريق احتاللها لسوريا ثم البصرة فالخليج العربي، دفع كل ذلك بريطانيا إلى توثيق عالقاتها مع سلطنة عمان ذات القوة البحرية الكبيرة )، كما استولت على ميناء بندر عباس عام 8 ( 1793 لتضم مدينتي جوادر وشهبار عام . وأعقــب ذلك توقيع حكام الخليج لسلســلة من اتفاقيات الهدنة البحرية مع 1794 بريطانيا التي باتت القوة المسؤولة عن فرض األمن والنظام في مياه الخليج، والقوة المهيمنة على التجارة البحرية في المنطقة. وبقيت بريطانيا القوة البحرية األبرز التي تهيمن على حركة التجارة البحرية في المنطقة حتى بداية القرن العشرين. ظهرت الواليات المتحدة منافسًــا جديدًا للمصالح البريطانية في الخليج العربي؛ ما أجَّج التســابق القتســام الثروات النفطية بينهما، فسارع األميركان لحصد االمتيازات النفطية من سواحل الخليج قبل أن تحاول بريطانيا عرقلة عمل الشركات لتفوز هي بعقود التنقيب. وركزت االســتراتيجية األميركية في الخليج على ضمان تدفق النفط للغرب مقابل ضمان األخيرة ألمن الخليج، ما سهَّل عليها تعزيز وجودها العسكري ، فال تزال تحافظ 1971 فــي المنطقة، أما بريطانيا ورغم انســحابها مــن الخليج عام على تحالفها االســتراتيجي مع دول الخليج من خالل معاهدات الدفاع المشــترك التي وُقِّعت أوائل الســبعينات والتي ال تزال سارية المفعول. وخالل الحرب الباردة حافظت الواليات المتحدة على وجود عسكري ونفوذ سياسي قوي في منطقة الخليج العربي، وتزايد هذا الوجود العســكري عبر قواعد دائمة خالل حرب الخليج الثانية ، حيث شــكَّل الحضور العســكري والسياسي األميركي أحد أبرز الفواعل 1991 عام في البيئة األمنية لمنطقة الخليج العربي. تنظر الصين للشــرق األوسط باعتباره ســاحة غنية بالنفط والغاز الضروريين لتأمين

Made with FlippingBook Online newsletter