العدد 19 – أغسطس/آب 2023

| 198

للعــب دور أمنــي في منظومة األمن الخليجية بدعم من الواليات المتحدة األميركية وحلفائها يهدد االســتقرار اإلقليمي، خاصة في حالة اشــتداد المنافسة والصراع مع باكستان من جانب والصين من جانب آخر. فاالستقرار األمني اإلقليمي في المحيط الهنــدي وبحر وخليج العرب مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالترتيبات األمنية المتعلقة بتوازن القوى الذي تشكَّل بين الهند وباكستان بامتالك كل منهما لقوة الردع النووية. ودخول الصين قوة وازنة لدعم باكستان شريكًا تجاريًّا واقتصاديًّا يهدد توازن القوى اإلقليمي .) 20 في المنطقة( خاتمة يُعد صراع الموانئ في دول الخليج العربية صراعًا ممتدًا بين القوى اإلقليمية والدولية منذ عشرات القرون. فمنذ ظهور البرتغاليين في مياه الخليج في بداية القرن السادس عشــر الميالدي تزايد الصراع الدولي للســيطرة على موانئ الخليج العربي. فأغلب القوى البحرية واالقتصادية الكبرى التي ظهرت على الســاحة الدولية خالل القرون الخمســة الماضية تتصارع فيما بينها ومع القوى اإلقليمية، للســيطرة على الموانئ الخليجية لما لهما من أهمية استراتيجية في حركة التجارة والمالحة الدولية. وخالل العقدين الماضيين دخلت الصين بقوة لتنافس قوى تقليدية كبرى في توسيع نفوذها ومصالحها االســتراتيجية في منطقة الخليج العربي، والتي تنبع أهميتها االستراتيجية من كونها مصدرًا رئيســيًّا للطاقة والمعادن، وسوقًا استهالكية كبيرة للبضائع والسلع الصينية، وجســرًا رئيســيًّا على طريق الحرير الصيني الجديــد نحو إفريقيا وأوروبا. فدخــول الصين خالل القرن الحادي والعشــرين قوة دوليــة ذات مصالح اقتصادية وتجارية اســتراتيجية في منطقة الخليج يؤجج الصراعات ويجعل من المنطقة حلبة للتنافس الدولي، مما يلقي بظالل أمنية ثقيلة على دول الخليج العربية. لقد انتهجت الصين خالل العقدين الماضيين السياسة البريطانية القديمة في السيطرة علــى الموانئ الخليجية وزيادة نفوذها االقتصادي بالتوســيع في إقامة البنى التحتية لتعزيز عالقاتها التجارية مع العديد من دول المنطقة. وتزامن ذلك مع سعى الصين إلى زيادة تغلغلها العســكري وسعيها لتوســيع نفوذها عبر إقامة قواعد عسكرية في جيبوتي التي حققت للصين وجودًا عســكريًّا في أحد أهم الممرات المائية للتجارة

Made with FlippingBook Online newsletter